أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الخميس عن عميد الأسرى الفلسطينيين كريم يونس من بلدة عارة في الداخل المحتل بعد أن أمضى ٤٠ عامًا في سجون الاحتلال، واعتقل يونس عام ١٩٨٣ وصدر بحقه حكمًا بالإعدام ليخفف فيما بعد إلى حكم المؤبد المفتوح والذي حدد عام ٢٠١٥ بالسجن لمدة ٤٠ عامًا، لم تكتفِ سلطات الاحتلال بسجنه طول هذه المدة فقط، حيث أفرجت عنه بشكل مفاجئ وفي وقت مبكر لمنع مظاهر الاستقبال، وكانت سلطات الاحتلال قد منعت عائلته من رفع الأعلام الفلسطينية خلال استقباله.

كان من المفترض أن يتم الإفراج عن كريم يونس في أواخر آذار/مارس من العام 2014 ضمن اتفاقية وقعت في يوليو/تموز 2013 بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، تقتضي بالإفراج عن كافة الأسرى القدامى المعتقلين قبل اتفاقية أوسلو ضمن مسار المفاوضات مع السلطة، إلا أن سلطات الاحتلال تنصلت من الاتفاق المبرم حينها ولم تفرج عن الدفعة الرابعة، التي تضمنت 30 أسيرا تبقى منهم ٢٤ أسيرًا يقبعون في سجون الاحتلال حتى يومنا هذا، يأتي تنصل الاحتلال من الاتفاقية ضمن سياسة الاحتلال المتبعة ضد الشعب الفلسطيني للتنكيل به وسلب حقه في الحرية التي تمارسها دولة الاحتلال منذ عشرات السنين دون محاسبة أو مساءلة.
 

إن تنصل الاحتلال من الاتفاقية المبرمة بخصوص الدفعة الرابعة من الأسرى يمثل انتهاكًا واضحًا وصريحًا للاتفاقيات الثنائية وللقانون الدولي وعدم التزام بما كفلته المواثيق الدولية بخصوص الاتفاقيات المبرمة، ويمثل سياسة أخرى من سياسات الاحتلال المتبعة للتنكيل بالشعب الفلسطيني، وتدعو مؤسسة الضمير المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان للضغط على دولة الاحتلال بالإفراج عن أسرى الدفعة الرابعة والتوقف عن التنكر للاتفاقيات المبرمة بخصوص الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال.