رام الله – يواصل الأسير خضر عدنان إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم الـ ٥٤ على التوالي حيث أن تدهورًا جديدًا كان قد طرأ على صحته منذ أيام، وحسب ما أفاد المحامي الذي تمكن من زيارته يوم الأمس، يعاني عدنان من الآم شديدة في أنحاء جسمه وفقدان مستمر للوعي وتقيؤ عصارة صفراء وبدأ يبصق دم، إضافة إلى الصعوبة الكبيرة في النوم والدوخة المستمرة، ويواجه خطر الجلطة القلبية نظرًا لحالته الصحية الآخذة بالسوء يومًا تلو الآخر حسب ما أبلغه الأطباء في مشفى كابلان، ويرفض عدنان أخذ أي نوع من المدعمات والعلاج منذ يومه الأوّل في الإضراب عن الطعام سوى الماء، ويؤكد عدنان في حديثه للمحامي أن هذا الخطر الحقيقي على حياته الذي بدأ يشعر به لم يكن يشعر به في الإضرابات السابقة .

 

وكانت مصلحة السجون قد نقلته قبل يومين إلى مستشفى "كابلان" في الداخل المحتل بعد تدهور واضح طرأ على صحته، وهناك رفض إجراء أية فحوصات أو تحاليل طبية ورفض أن يتلقى العلاج والمدعمات وإثر ذلك أُعيد إلى عيادة سجن الرملة مرة أخرى دون الاكتراث بالخطر الحقيقي الذي يهدد حياته، ويرفض الاحتلال إبقائه تحت المراقبة بالمستشفى، ويقبع الأسير عدنان حاليًا في عيادة سجن الرملة في زنزانة انفرادية مراقبة بالكاميرات، في ظروف صعبة حيث أن الزنزانة وسخة وتنبعث منها روائح كريهة إضافة إلى وجود حشرات الـ "بق" على الأغطية التي ينام عليها، ولا يستطيع التواصل مع أحد حيث تُغطى فتحة الباب بقطعة بلاستيكية تمنعه من التواصل مع باقي المعتقلين أو الاستنجاد عند تدهور حالته الصحية.

 

ورغم حالته الصحية الصعبة، تواصل محاكم الاحتلال المماطلة في ملف الأسير خضر عدنان وتطلب أحكامًا عالية بحقه، ومن الجدير بالذكر أن الاحتلال يمنع عائلته من زيارته حتى اليوم، وكانت إدارة السجون قد رفضت طلب محامي الصليب الأحمر لزيارة الأسير عدنان عدة مرات وسمحت بزيارته في اليوم ٥٣ للإضراب، وكان عدنان قد أعلن إضرابه المفتوح عن الطعام منذ لحظة اعتقاله بتاريخ ٥\٢\٢٠٢٣ بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال منزله في بلدة عرابة قضاء جنين وعاثت فيه خرابًا قبل أن تعتقله، يذكر أن عدنان أسير محرر أمضى نحو ٨ سنوات في اعتقالاته التي تجاوزت الـ ١٢ اعتقالًا خاض فيها عدّة إضرابات عن الطعام رفضًا لسياسة الاعتقال الإداري التعسفي بحقه، وهو أب لتسعة أطفال والمعيل الوحيد لهم.

تجدد مؤسسة الضمير مطالبتها للجنة الدولية للصليب الأحمر بتحمل مسؤوليتها والتحرك بشكل عاجل لزيارة المعتقلين المضربين والاطلاع على أوضاعهم الصحية، وتطالب المجتمع الدولي بالتدخل لإنقاذ حياة المعتقلين المضربين بعد تدهور حالتهم الصحية، وتدين الضمير الملاحقة المستمرة من قبل الاحتلال للأسير خضر عدنان منذ عشرات السنوات، وتدعوا لوقف ملاحقة الاحتلال للأسرى المحررين.