الاسم: سماح خليل عبد الرحمن جرادات
تاريخ الميلاد: 17/9/1997
السن:22 عاماً
العنوان: البيرة
الحالة الاجتماعية: عزباء
المهنة: خريجة علم اجتماع من جامعة بيرزيت
تاريخ الاعتقال:7/9/2019
السجن: الدامون
الحالة القانونية: حكم 9 أشهر
الاعتقال
اقتحمت قوة من جيش الاحتلال منزل سماح جرادات بتاريخ 7/9/2019 حوالي الساعة 3:00 صباحاً، وبعد التعرّف على سماح، قاموا بمصادرة هاتفها، ومن ثم تفتيشها داخل المنزل قبل أن يقوموا باعتقالها. قاموا بتقييد يديها بقيود حديدية إلى الأمام واستخدموا قبعة السترة التي ترتديها لتغطية عيونها، وأثناء نقلها في الجيب العسكري كان الجنود يمسكون رأس سماح للأسفل بحيث لا تستطيع رفعه. وصلوا بسماح إلى معسكر للجيش، وكان هذا في ساعات الصباح حيث كان الطقس بارداً جداً، أجلسوها على الأرض في العراء لما يقارب 20 دقيقة، قبل نقلها إلى التفتيش ومن ثم إلى الفحص الطبي. أجلسوها بغرفة مقيدة اليدين ومعصوبة العينين لما يقارب 5 ساعات، قبل تقييد قدميها ونقلها إلى البوسطة بعد تهديدها والصراخ عليها، وفي البوسطة كان المكيف مشغّل على درجة باردة جداً، وطلبت سماح شرب الماء إلا أنهم رفضوا.
نُقلت سماح إلى مركز تحقيق المسكوبية حيث قبعت لما يقارب ال 22 يوم تعرضت خلالها للتعذيب وسوء المعاملة.
التحقيق
بعد نقل سماح للمسكوبية، جرى تفتيشها تفتيشاً دقيقاً من قبل المجندات، وأعطوها لبس "الشاباص" الذي كان واسعاً جداً عليها، ثم أعادوا تقييد يديها وتعصيب عينيها ونُقلت إلى غرفة التحقيق. قام المحققون بتقييد يدي سماح في كرسي التحقيق للخلف، وكان يتم فكّ القيد فقط عندما يقومون بإحضار وجبات الطعام إلى غرفة التحقيق، أفادت سماح أن غرفة التحقيق كانت باردة جداً، كما ولم يُسمح لها باستخدام الحمام مباشرة عندما تطلب، وإنما كانت تتم المماطلة في ذلك.
تعرضت سماح أثناء فترة التحقيق للتعذيب النفسي وذلك بهدف الضغط عليها، حيث جرى تهديدها بالتحقيق العسكري كزميلتها ميس التي تخضع للتحقيق العسكري ووضعها صعب، وأنه في حال لم تعترف سوف يحصل بها كما حصل مع ميس. كما واطلع المحققون سماح على معتقلين آخرين يتعرضون للتحقيق وذلك من خلف زجاج. وفي محاولة من قبل المحققين للضغط على سماح وإهانتها، قام مجموعة من المحققين والمحققات بتشغيل الأغاني والرقص بشكل دائري حولها، وهي مقيّدة بكرسي التحقيق.
كما وتعرضت سماح للصراخ والشتم من قبل المحققات، وقام المحققون بالاطلاع على محتويات هاتف سماح الشخصي وهي مقيّدة في الكرسي، وقاموا بعرض جزء من محادثات خاصة استخرجوها من هاتفها الشخصي، بالإضافة إلى صور شخصية، في انتهاك واضح لحقها في الخصوصية.
قام المحققون بتهديد سماح أنه في حال لم تعترف سوف يتم ملاحقتها ًبعد الإفراج عنها وسوف تتعرض للاعتقال لمراتٍ عديدة، وذلك استمراراً للتعذيب النفسي الذي مورس بحقها.
حُرمت سماح من النوم والراحة في فترة التحقيق، حتى عندما كانت تكون في الزنزانة لم تستطع النوم حيث كان يتم الطرق على باب الزنزانة كل ربع ساعة تقريباً لحجج مختلفة خاصة في ساعات الليل.
نُقلت سماح إلى غرف المتعاونين "العصافير" ومكثت هناك لمدة أسبوع حاول خلالها عملاء الاحتلال عبثاً نزع الاعترافات منها، وبتاريخ 28/9/2019 نُقلت إلى سجن الدامون.
الوضع القانوني
منذ تاريخ اعتقالها، مُنعت سماح من مقابلة محاميها، واستمر منعها من لقاء المحامي لما يقارب 20 يوماً، حيث صدر بحقها 7 أوامر منع من لقاء محامي تُجدّد فور انتهاء الأمر السابق. قدّم محامو مؤسسة الضمير استئنافين على تمديد توقيف سماح منذ اعتقالها وحتى انهاء التحقيق إلا أن هذين الاستئنافين رُفضا بحجة استكمال التحقيق.
وبتاريخ 24/10/2019، قدمت سلطات الاحتلال لائحة اتهام بحق سماح تتضمن بندين يتعلقان بعملها الطلابي في الجامعة، وانتمائها للقطب الطلابي الذي يعد محظوراً وفقاً للأوامر العسكرية. استمرت محاكمة سماح لما يقارب 6 أشهر ليصدر بحقها بتاريخ 30/3/2020 حكماً بالسجن لمدة 9 أشهر وغرامة مالية 3000 شيقل.
أفرجت سلطات الاحتلال عن سماح بتاريخ 4/6/2020، بعد قضائها 9 أشهر رهن الاعتقال.
العمل الطلابي...تهمة الاحتلال المعهودة
تستهدف سلطات الاحتلال طلبة الجامعات بشكلٍ ممنهج، حيث تستدعي وتعتقل الطلبة لممارستهم الحق في العمل النقابي والطلابي المكفول بموجب المواثيق الدولية، ووفقاً لإحصائيات حملة الحق في التعليم بجامعة بيرزيت، فقد اعتقلت سلطات الاحتلال منذ بداية العام الأكاديمي 2019/2020 ما يقارب 74 طالباً وطالبة من جامعة بيرزيت، وتركّزت الاعتقالات بين شهري آب وكانون الأول من العام 2019[1]، تعرض الطلبة المعتقلين للتعذيب النفسي والجسدي ولاحقاً قُدم بحقهم/ن لوائح اتهام تتعلق بنشاطهم وعملهم الطلابي.
تحاول سلطات الاحتلال تصوير العمل الطلابي بالعمل الخطير على "أمن المنطقة" وتزج بالمعتقلين على خلفية عملهم الطلابي في مراكز التحقيق لفتراتٍ طويلة، وتحرم العديد منهم من الحق في مقابلة محاميهم كما حصل مع الأسيرة سماح، وهذه الممارسات التي ترتكبها سلطات الاحتلال بشكلٍ ممنهج تسعى إلى قمع الطلبة وترهيبهم لثنيهم عن ممارسة حقهم الأساسي بممارسة العمل النقابي والطلابي وحقهم بالانتماء السياسي وحرية الرأي والتعبير المحميين بموجب المواثيق الدولية.
إن ما تعرضت له سماح أثناء التحقيق من تعذيبٍ نفسي وجسدي يظهر الوجه الحقيقي لدولة الاحتلال التي تدعي الديمقراطية، حيث أن عزل سماح عن العالم الخارجي لمدة طويلة ومنعها من مقابلة محاميها وتعريضها لشتى أنواع الضغوطات والتعذيب النفسي والجسدي وسوء المعاملة لادعاء نشاطها الطلابي في الجامعة هو جريمة تستلزم محاسبة سلطات الاحتلال على ارتكابها.
الميلاد الثاني والعشرون في زنازين المسكوبية
سماح هي الابنة الأصغر في عائلتها، لديها شقيقين وشقيقتين، مرّ عيد ميلادها الثاني والعشرين وهي تخضع للتحقيق في مركز تحقيق المسكوبية، اعتُقلت سماح بعد حفل تخرجها من جامعة بيرزيت بثلاثة أيام فقط تخصص علم الاجتماع، ولم تبدأ رحلتها بالبحث عن عمل وإنما زُجّت في زنازين التحقيق في محاولة عبثية لكبح جماح فتاة طموحة.
[1] حملة الحق في التعليم بجامعة بيرزيت، تقرير حملة الحق بالتعليم حول انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي في جامعة بيرزيت(2019-2020)، https://bit.ly/357gYn6