بعد 66 يوماً من صموده الملحمي والأسطوري، وقبيل جلسة المحاكمة التي كان من المقرر انعقادها اليوم الساعة الثالثة في القدس المحتلة، أعلن محاميه عن التوصل لاتفاق يقضي بالافراج عن الشيخ الأسير خضر عدنان بتاريخ 17 نيسان / ابريل 2012، وبعدم تجديد أمر الاعتقال الإداري، وبحيث تحتسب مدة اعتقاله منذ اعتقاله بتاريخ 17 كانون أول / ديسمبر 2011 وليس من تاريخ صدور أمر الإعتقال في 8 كانون ثاني / يناير 2012، وهي الحد الأدنى للشروط التي كان الشيخ خضر عدنان قد أعلنها مسبقاً أمام محامي الضمير في زيارات سابقة، حتى ينهي اضرابه.
حتى اللحظة لم نتمكن من استيضاح موقف الشيخ الأسير من الاتفاق لعدم سماح ادارة مصلحة السجون لمحامي الضمير من زيارته، وإلى حين لقاءه لا يمكن القول بأن الشيخ خضر عدنان قد أنهى اضرابه.
بصبرٍ لا محدود، وبعزيمة لا تقهر، وإرادة لا تلين، وايمان مطلق بحقه وحق كافة الأسرى والأسيرات في الكرامة والحرية، وطيلة 66 يوماً والشيخ خضر يتحدى جلاديه، لا يعرف تعباً ولا يأساً، ولا تفلح كل المحاولات لثنيه عن اضرابه، يمضى في معركته بما تبقى من جسده، حاملاً هموم الحركة الأسيرة، فاستحال اضرابه محاكمة لدولة الاحتلال وقوانينها الجائرة، وها هو يعري سياسة الاعتقال الاداري، وينتصر.
ان قرار عدم تجديد أمر الاعتقال الاداري عن الشيخ خضر يكشف زيف ادعاءات مخابرات دولة الاحتلال، ويدلل مجدداً على أن اعتقاله منذ البداية غير مبرر، وبأن الخطورة التي كانت تدعيها المخابرات لا أساس لها من الصحة، وهو دليل آخر على أن سياسة الاعتقال الاداري بمجملها غير مبررة، عدا عن كونها مخالفة لقواعد وأحكام القانون الدولي الانساني والشرعة الدولية لحقوق الانسان.
تسعة أسابيع ونيف، تسبب للشيخ الأسير تدهوراً في صحته، ولها تبعات صحية تقتضي ضرورة توفير الرعاية الصحية اللازمة، وهذا لن يكون متوفراً للشيخ خضر لتعمد ادارة مصلحة السجون انتهاج سياسة الاهمال الطبي بحق الأسرى والأسيرات، ولذلك تطالب "الضمير" بضرورة الافراج الفوري عنه دون قيد أو شرط، ليتمكن من تلقي العلاج الطبي اللازم، وتحمل سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة في حال ابقاءه رهن الاعتقال ودون رعاية صحية لازمة، كما وتحملها المسؤولية الكاملة عن وضعه الصحي بعد الافراج عنه، لحين استرجاع عافيته.
 
ان المعركة البطولية التي خاضها الشيخ خضر تفتح الباب على مصراعيه، لبدء مواجهة جماعية لسياسة الاعتقال الاداري، سيما وأن (309) أسيراً هم رهن الاعتقال الاداري منهم (24) نائباً في المجلس التشريعي، وكذلك الأسيرة هناء الشلبي المعتقلة منذ 17 شباط / فبراير 2012، والأسير أحمد نبهان صقر من مخيم عسكر، المعتقل منذ 20 تشرين الثاني / نوفمبر 2008.
تكرر "الضمير" ابداء قلقها على حياة وصحة الشيخ خضر عدنان، أنهى اضرابه أم لم ينهيه، وتطالب بالافراج الفوري عنه، كما وتطالب بالافراج الفوري عن جميع المعتقلين الاداريين وانهاء سياسة الاعتقال الاداري.
كما وتتوجه "الضمير" إلى جميع من يساندون الشيخ خضر في معركته، راجية منهم الاستمرار في دعمهم ومساندتهم للشيخ خضر ولجميع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال حتى ينالوا حريتهم.