زار محامي مؤسسة الضمير " فارس زياد" يوم الثلاثاء الموافق 29-1-2013 المعتقلين المضربين عن الطعام المتواجدين في  عيادة سجن الرملة سامر عيساوي، طارق قعدان، وجعفر عز الدين، والأخوين أكرم وشادي الريخاوي، وأطلع على مجريات إضرابهم عن الطعام ووقف على ظروفهم الصحية المتدهورة  والتي تؤكد أن حياتهم باتت في خطر شديد أكثر من أي وقت مضى .
 
معتقلي صفقة وفاء الأحرار
أفاد المحامي أن المعتقل سامر عيساوي  يواصل إضرابه عن الطعام على الرغم من التدهور الخطير على صحته  مؤكداً على تمسكه في حقه في الحرية باعتباره من الأسرى المحررين في صفقة التبادل وعلى قوات الاحتلال احترام التزاماتها بموجبه.
وأبلغ سامر محامي الضمير أنه أوقف تناول الفيتامينات والسكر في تاريخ 17/01/2013 على الرغم من استمرار تناقص وزنه إلى 48 كغم ومصاب بهزال وضعف شديد.  
ويوم الأحد الماضي الموافق 27/1/2013،  قام  طبيب اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارته وأطلع على ملفه الطبي، وأبلغه بخطورة وضعه الصحي، والخطر المحدق على حياته، والناجم من إمكانية تعرضه لسكتة قلبية مفاجئة، أو توقف عمل الكلى ونصحه إيقاف إضرابه أو على الأقل شرب الماء وبناءاً على ذلك أوقف سامر إضرابه عن الماء.
 
المعتقل أيمن الشروانة
لم يتمكن محامي الضمير من مقابلة المعتقل أيمن الشراونة جراء قيام مصلحة السجون بنقله إلى جهة لم يتسنى التأكد منها. وأبلغت عائلة المعتقل مؤسسة الضمير أن "أبنها المعتقل استأنف إضرابه عن الطعام قبل عشرة أيام تقريباً".  وكان المعتقل أيمن الشروانة أوقف إضرابه بعد أن تعرض للتضليل والخديعة من قبل استخبارات مصلحة السجون التي أخبرته بأن قضيته سوف تعرض على القضاء في تاريخ 22/1/2013 الذي يصادف يوم الانتخابات في دولة الاحتلال ويعتبر يوم عطل رسمي.  
 
المعتقلين  الإداريين
أبلغ المعتقلان الإداريان  طارق قعدان وجعفر عز الدين المتواجدان في نفس الغرفة في عيادة سجن الرملة، أنهما مستمران في إضرابها عن الطعام منذ 28/11/2012 رفضاَ لإعادة اعتقالهما قيد الاعتقال الإداري. وأنهما إلى تاريخ 23/1/2013 لم يتناولا سوى الماء، وبعد أن تدهورت حالتهما الصحية ونقلهما إلى مستشفى "آساف هروفيه" وافقا على تناول محلول الجلوكوز بعد أن  أبلغهما الأطباء أنهما معرضان للإصابة بالشلل أو بسكتة دماغية. هذا وأبلغ المعتقلان أنهما وعلى الرغم من التحسن الطفيف على وضعهما الصحي إلا أنهما ما زالا يعانيان من أوجاعاً ناجمة عن إضرابهما السابق وإضرابهما الحالي  ومنها:  أوجاع شديدة في الكلى والظهر والمفاصل وفي العضلات. وضعف في البصر ناجم عن ألم حاد في العيون وصداع مزمن وغثيان مستمر وهزال عام. مؤكدان  في الوقت نفسه استمرارهما في الإضراب عن الطعام حتى تحقيق مطالبهما .   
وأبلغ قعدان وعز الدين أن رفيقهما يوسف ياسين شعبان أوقف إضرابه في تاريخ 23/1/2013 بعد تدهور حاد في صحته ومعاناته من الحصى في الكلى. ونقل أثر ذلك إلى سجن مجدو.
 
أكرم الريخاوي
تمكن محامي الضمير من زيارة المعتقل "أكرم الريخاوي" المحكوم بالسجن تسع سنوات، والذي سبق له وأن أضرب عن الطعام رفضاً لسياسة الإهمال الطبي بحقه مطالباً بضرورة الإفراج عنه نظراً لتدهور وضعه الصحي .
و أنهى إضرابه بعد أن توصل إلى اتفاق يقضي بالإفراج عنه في تاريخ 24/1/2013 ، غير أن تنكر قوات مصلحة السجون لمضمون الاتفاق دفع المعتقل لاستئناف إضرابه في 23/1/2013 .  
وأفاد المعتقل أكرم الريخاوي أنه ولتاريخ 20/1/2013 كان يتعرض للتضليل من قبل مسؤول استخبارات مصلحة السجون "أمل كيوف " الذي ظل يمازحه ويطمئنه بالإفراج عنه ليأتي يوم 23/1/2013 ويبلغه أن ممثلي المخابرات أبلغوه بعدم وجود إمكانية قانونية للإفراج عنه قبل (6/6/2013).
 
وأفاد المعتقل أن شقيقه شادي الريخاوي يخوض الإضراب عن الطعام  تضامناً ونصرة لمطلبه منذ تاريخ 24/1/2013. وأبلغ المعتقل أنه وجراء الانخفاض الحاد في نسبة السكر في جسمه بدأ بتناول السكر المحلول في الماء فيما يواصل شادي الإضراب مكتفياً بتناول الماء.
ويخوض المعتقل أكرم الريخاوي الإضراب عن الطعام مطالباً بحريته رافضاً استهتار الأجهزة الأمنية والقضائية في حياة الأسرى والمعتقلين.
 
مؤسسة الضمير ترى أن استمرار الإضراب عن الطعام من قبل معتقلين إداريين والأسرى المحررين الذين أعادت قوات الاحتلال اعتقالهم وإضراب المعتقل الريخاوي الذي يرقد في عيادة سجن الرملة منذ العام 2004  يظهر ضرورة تدخل الراعي المصري (لصفقة التبادل) 18 تشرين الأول 2011 (واتفاق 14 أيار 2012) الذي أنهى الإضراب الجماعي للحركة الأسيرة، ومباشرة العمل الجاد من قبل جمهورية مصر العربية على إجبار دولة الاحتلال احترام التزاماتها وفي مقدمته الإفراج الفوري عن الأسرى المحررين الذي أعيد اعتقالهم، ووقف سياسة الاعتقال الإداري، والإفراج الفوري عن الأسرى والمعتقلين المرضى، الذن يتعرضون للموت البطيء في ما يسمى عيادة سجن الرملة.
 
وأخيراً تؤكد مؤسسة الضمير أن استمرار قوات مصلحة السجون في التنكر لمطالب المضربين عن الطعام يعود أولاً: إلى طبيعتها الاستعمارية العنصرية، وعدم اكتراثها في حياة الفلسطينيين، وإدارة ظهرها للقانون الدولي. وثانياً: لضعف الضغوطات الدولية الممارسة عليها. ثالثاً: لتراجع الفعل الشعبي المؤثر لنصرة مطالبهم.