مصدر الصورة: نادي الأسير الفلسطيني

زارت محامية مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان المعتقلين المضربين عن الطعام "كايد فسفوس" 32 عاماً و "علاء الأعرج" 34 عاماً  المحتجزين في عيادة سجن الرملة، حيث مضى على الفسفوس 78 يوماً و الأعرج 54 يوماً منذ إعلانهما الإضراب احتجاجاً علي سياسة الاحتلال بالاعتقال الإداريّ، نقلا خلالها عدة مرات للمشافي الإسرائيلية المدنية بعد تدهور حالتهما الصحية.

 

ونقلت محامية مؤسسة الضمير صورة تدهور حالتهما الصحية الخطيرة حيث توقف "الفسفوس" عن شرب الماء ليومين أكثر من مرة، نُقل على إثرها للمشفى عدة مرات ورفض خلالها إجراء الفحوص، آخرها كان في مشفى "برزلاي" نتيجة انخفاض نبضات قلبه ما شكل خطراً على حياته، حيث قضى في المشفى 5 أيام وسط حراسة مشددة بوجود 15 حارساً وتقييد قدميه ويده بالسرير، مع منعه من الذهاب للحمام (أعطيت له قارورة لقضاء الحاجة)، وأُجريت له فحوصات هذه المرة  مظهرةً أنه يعاني من نقص البوتاسيوم وفيتامينات "ب" بعد انخفاض وزنه إلى 59 كغم بعدما كان 95 في بداية إضرابه، ويعاني الفسفوس في الوقت الحالي آلاماً في قدميه ومفاصله وظهره وتشنجاتٍ شديدةٍ وصداعٍ وتقطعٍ في النوم، إذ لا يستطيع النوم أكثر من ساعتين، في ظل الضجيج المستمر والتفتيشات اليومية ودق الشبابيك.

 

كما يعاني "علاء الأعرج" من دوار وإغماء وفقدان للتركيز والنسيان وآلام في كل أنحاء جسده خاصة الأطراف والوجه، وفقدان السيطرة على التبول وعدم القدرة على النوم، عدا عن ارتجاع ما يشربه من ماء إلى أنفه، وذلك وسط ممارسات قاسية من إدارة سجن الرملة بعد عزله مدة يومين في زنزانة مضغوطة (مغلقة الباب والنافذة) وشديدة الاتساخ "مملوءة بالصراصير" اضطر لتنظيفها بنفسه، وسُحبت منه كل حاجاته الشخصية من حرام ومنشفة ومصحف وبساط الصلاة؛ بعد جداله مع مديرة قسم الرملة حول حاجته للحرامات، ونُقل الأعرج مرتين إلى مستشفى "أساف هروفيه" وأعيد إلى سجن الرملة.

 

ويعايش الأسرى المضربون ظروفاً شديدة القسوة في أماكن اعتقالهم، حيث قضى الأعرج 10 أيام في سجن مجدو و22 يوماً في الجلمة عانى خلالها من انعدام نظافة الزنازين وقذارة حماماتها وسطوع الإنارة الدائمة فيهما قبل نقله إلى الرملة، حيث رفض مع "الفسفوس" إجراء أي فحوصات هناك، فيما روى الأسيران استفزاز السجانين لهما باستعراض الطعام وتناوله بصوت مرتفع أمامها، وتباطئهم المتكرر في الرد عليهما عند الحاجة.

 

وتؤكد مؤسسة الضمير على خطورة الأوضاع الصحية للأسيرين، وفداحة الآثار المترتبة علي ممارسات الاحتلال بحق الأسرى ال6 المضربين عن الطعام في مختلف أماكن احتجازهم، فبالإضافة لكايد والأعرج يواصل 4 أسرى آخرين إضرابهم عن الطعام وهم "مقداد القواسمة" المضرب منذ 71 يوماً والمحتجز في مشفى كابلان لخطورة وضعه الصحي، بالإضافة لهشام أبو هواش منذ 45 يوماً، ورايق بشارات منذ 40 يوماً، وشادي أبو عكر منذ 37 يوماً وجميعهم معزولون بسجن الرملة، في ظل ممارسات الاحتلال التي تنأى عن الإنسانية.

وتطالب مؤسسة الضمير بإطلاق سراح الأسرى المضربين عن الطعام فوراً، وضرورة الضغط على دولة الاحتلال لإنهاء سياسات الاعتقال الإداريّ التعسفيّ، وإطلاق سراح كل المعتقلين الإداريين والبالغ عددهم حالياً 520 معتقلاً.