في عيد الأم...الاحتلال ينكّل بالأمهات الفلسطينيات

يحرم الاحتلال الإسرائيلي 10 أمهات فلسطينيات معتقلات في سجون الاحتلال من الاحتفال مع أبنائهن وبناتهن في عيد الأم حيث يقبع في سجون الاحتلال 31 أسيرة ومعتقلة فلسطينية، منهم معتقلة إدارية و16 أسيرة محكومة بأحكام مختلفة، و14 معتقلة موقوفة للمحاكمة، وطفلة واحدة تقبعن جميعهن في سجن الدامون.

وهؤلاء العشر أسيرات هن أمهات لما يقارب (40) ابن وابنة، محرومين من حضن أمهاتهم الدافئ، محرومين من طفولتهم التي سُلبت مع غياب أمهاتهم لأشهر وسنوات، محرومين من التواصل الجسدي مع أمهاتهم، ينتظرون موعد الزيارة العائلية لرؤية أمهاتهم من خلف زجاجٍ محكم، والتواصل عبر الهاتف.

وعلى صعيدٍ آخر، يحرم الاحتلال الإسرائيلي ما يقارب 4400 أم فلسطينية من أبنائها وبناتها القابعين في سجون الاحتلال، وتمنع سلطات الاحتلال عدد كبير منهن من زيارة أبنائها بحجة المنع الأمني أو "لعدم وجود صلة قرابة" بين الأسير وأمه. حيث تسعى سلطات الاحتلال بشتى الطرق لعزل الأسيرات والأسرى الفلسطينيين عن عالمهم الخارجي، مما يزيد من معاناتهم تحديداً بعد انتشار فايروس كورونا والقيود التي فُرضت على الزيارات العائلية.

لا تكتفي سلطات الاحتلال باعتقال الأمهات أو أبنائهن وحرمانهن من حياة عائلية هادئة، بل وتقوم بالتنكيل بالنساء الفلسطينيات عند اعتقال أبنائهن، إضافة إلى عقاب الأمهات في العديد من الأحيان بحجة "التستر على أفعال أبنائهن". ويبرز هذا التنكيل في حالتي والدة الأسير المحرر محمد أبو عكر، والأسيرة عطاف جرادات والدة الأسرى المنتصر بالله، وعمر، وغيث جرادات.

منال أبو عكر (48 عاماً) - والدة الأسير المحرر محمد أبو عكر وزوجة الأسير نضال أبو عكر

 اقتحمت قوات الاحتلال يوم 10/3/2022 الساعة 4:00 فجراً منزل الوالدة منال أبو عكر، حيث أيقظها ابنها محمد وهي بدورها أيقظت بناتها لتحضير أنفسهم، واقتحمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال المنزل، أبلغ الضابط محمد أنه لم يحضر لاعتقاله وإنما لتكسير البيت والضرب. وهذا ما حصل فعلاً حيث نقلوه لغرفة الصالون وبدأوا بضربه لتسمع والدته أصواتهم، وتجمع عدد من الجنود المقنعين حول منال وبناتها وبدأوا في ضربهن.

ضُربت منال بسلاح أحد الجنود وقاموا بدفعها تجاه الحائط، ثم قاموا بدفع منال وبناتها أرضاً وبدأوا بضربهن بأرجلهم على كافة أنحاء الجسد، كما قاموا بتقييد يدي بناتها بقيود بلاستيكية للخلف بشدّة. قام الجنود أيضاً بتهديد منال وبناتها من خلال تصويب أسلحتهم نحو رؤوسهن والتهديد بإطلاق النار عليهن. وأثناء عملية الاعتداء على الوالدة وبناتها كان الجنود يقومون بتفتيش المنزل وتدميره وتخريب محتوياته، وصلت حد تفتيش سلّة المهملات في الحمام! مع العلم أنه لم يكن هناك أي مجندة أثناء عملية الاقتحام في مخالفة للقانون.

"

*صور التخريب والتدمير الذي اقترفته قوات الاحتلال أثناء اقتحام منزل محمد أبو عكر

أدّى الاعتداء الذي تعرضت له والدة محمد وشقيقاته إلى ظهور رضوض وكدمات في كل أنحاء أجسادهن، وبقيت العلامات لأيام بعد الاعتداء. اعتقلت قوات الاحتلال يومها محمد أبو عكر لساعات، قبل أن تفرج عنه في ذات اليوم بعد مقابلة ضابط المنطقة الذي قام بالصراخ عليه وتهديده بالاعتقال.

"

*صور للآثار التي تركها الاعتداء على والدة وشقيقات محمد أبو عكر

يذكر أن زوج منال هو الأسير نضال أبو عكر الذي يقبع في سجون الاحتلال رهن الاعتقال الإداري التعسفي، وقضى ما يزيد عن 16 عاماً في سجون الاحتلال. كما وأن ابنها محمد أسير سابق قضى سنوات في سجون الاحتلال، حيث لم تتمكن الأم والزوجة منال من احتضان عائلتها مجتمعة إلا لأيام قليلة.

المعتقلة الأم عطاف جرادات (45 عاماً)

تقبع المعتقلة عطاف جرادات في سجون الاحتلال مع أبنائها الثلاث منذ ما يقارب الثلاثة أشهر، حيث اعتُقلت بتاريخ 27/12/2021 من منزلها بعد أن اقتحمته قوة من جيش الاحتلال، أخضعوها للتفتيش داخل المنزل وقاموا بمصادرة 4 أجهزة هاتفية. نُقلت إلى معسكر سالم حيث مكثت في العراء لما يقارب الساعتين، مقيدة اليدين بقيود بلاستيكية للأمام، ومعصوبة العينين، قبل أن تُنقل إلى مركز تحقيق الجلمة.

خضعت عطاف للتحقيق لمدة 4 أيام من خلال 3 جولات تحقيق ولعدة ساعات في كل جولة، وتعرضت أثناء التحقيق للصراخ والتهديد ومحاولة إجبارها على الاعتراف، وقبعت في زنزانة صغيرة وقذرة ولا يوجد فيها فتحات تهوية.

نُقلت عطاف لسجن الدامون حيث تقبع حتى الآن، وصدر أمراً بمنع النشر في قضيتها، حيث اعتُقلت مع أبنائها بعد عملية إطلاق النار على مستوطنين في مستوطنة "حومش"، ووجهت لها تهمة التستر على أبنائها المتهمين بتنفيذ العملية وعدم الإبلاغ عنهم.

تعاني المعتقلة عطاف من مرضي السكري والضغط إضافة إلى عدم انتظام ضربات القلب، وهي موقوفة بانتظار محاكمتها على التهم المنسوبة لها.

يذكر أن قوات الاحتلال قامت يوم 8/3/2022 باقتحام بلدة السيلة الحارثية وقامت بهدم 3 منازل، يعود منزلين منهم لعائلة عطاف وابنائها عمر وغيث، ومنزل ثالث لشقيقها محمد المتهم أيضاً بضلوعه بالعملية.

العقوبات الجماعية تطال الأمهات الفلسطينيات

إن سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني تطال كل فئاته، تحديداً الأمهات اللواتي يُعتقل أبنائهن أمام أعينهن ويُنكّل بهن في لحظات الاعتقال كما حدث مع والدة محمد أبو عكر وشقيقاته اللواتي تعرضن للاعتداء الجسدي والنفسي كعقاب جماعي لكل العائلة، وكما جاء على لسان الضابط الذي اقتحم المنزل أن هدف الاقتحام هو فقط التنكيل والتخريب ويأتي ذلك في ظل استمرار إفلات سلطات الاحتلال من العقاب عن جرائمها التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني دون أن تتعرض للمحاسبة وفرض العقوبات، لنظام فصل عنصري يمارس منذ عشرات السنوات انتهاكاتٍ فظيعة.

لا تختلف حالة المعتقلة الأم عطاف جرادات عن حالة الأم منال أبو عكر، فكلتيهما تعرضتا للتنكيل والاعتداء والعقاب على أفعالٍ لم يرتكبنها. إن اعتقال ومحاسبة سلطات الاحتلال للأم عطاف بسبب عدم تبليغ الاحتلال عن أبنائها المتهمين بتنفيذ عملية هو بمثابة طلب سلطات الاحتلال من الأمهات أن يصبحوا متعاونين مع الاحتلال ضد أبنائهم في محاولة لضرب النسيج العائلي والمجتمعي لصالح "أمن دولة الاحتلال".

وهذه ليست الحالة الأولى التي تحاكم فيها أم فلسطينية بحجة التستر وعدم التبليغ عن تنفيذ ابنها لعملية، فسبق أن حوكمت عدد من الأمهات بهذه التهمة كحالة الأسيرة المحررة وفاء نعالوة والدة الشهيد أشرف نعالوة.

كما وتعاني الأمهات الفلسطينيات من سياسة هدم المنازل بعد ادعاء سلطات الاحتلال تنفيذ أبنائهن أو أزواجهن لعمليات، مما يفرض معاناة مضاعفة على الأم إضافة للاعتقال والتنكيل، ويعتبر عقاباً جماعياً لها ولعائلتها على فعل لم تقترفه بنفسها.

إن فرض سلطات الاحتلال العقوبات الجماعية بحق الفلسطينيين هو خرق صارخ للاتفاقيات والمواثيق الدولية خاصة اتفاقية جنيف الرابعة التي تنص في المادة (33) على أنه: "لا يجوز معاقبة أي شخص محمي عن مخالفة لم يقترفها هو شخصياً. تحظر العقوبات الجماعية وبالمثل جميع تدابير التهديد أو الإرهاب." وقيام سلطات الاحتلال بالتنكيل بعائلات المعتقلين، أو اعتقال أفراد العائلة بحجة التستر على الابن، أو هدم المنازل هي عقوبات جماعية تخالف المبدأ القانوني حول شخصية العقوبة وعدم جواز اعتقال أي شخص إلا على فعل ارتكبه هو.

وفي عيد الأم الذي يصادف 21 آذار من كل عام، تستمر سلطات الاحتلال في ملاحقة واعتقال والتنكيل بالأمهات الفلسطينيات وفصلهن عن أبنائهن وبناتهن لأشهر وسنوات، في ظل صمت المجتمع الدولي والدول الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة على الانتهاكات الجسيمة والجرائم التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق مختلف فئات الشعب الفلسطيني.

أسماء الأمهات المعتقلات في سجون الاحتلال

#

 

الاسم

تاريخ الاعتقال

مكان السكن

الوضع القانوني

 

عدد الأبناء

1-

إسراء جعابيص

10.10.2015

القدس

محكومة 11 سنة

ابن واحد

2-

فدوى حمادة 

13.8.2016

القدس – صور باهر 

محكومة 10 سنوات 

5 أبناء

3-

أماني الحشيم

13.12.2016

القدس

محكومة 10 سنوات

2 من الأبناء

4-

ختام سعافين

2.11.2020

رام الله

محكومة 16 شهر 

3 أبناء

5-

شذى أبو فنونة "عودة"

7.7.2021

رام الله

موقوفة

3 أبناء

6-

فاطمة عليان

7.11.2021

القدس – قلنديا

موقوفة

 

7-

شروق البدن

8.12.2021

بيت لحم –تقوع

معتقلة إدارياً

ابن واحد

8-

سعدية فرج الله

18.12.2021

الخليل

موقوفة

8 أبناء

9-

عطاف جرادات 

27.12.2021

جنين – السيلة الحارثية

موقوفة

9 أبناء

10-

ياسمين شعبان

1.3.2022

جنين - الجلمة

موقوفة للتحقيق

4 أبناء