الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال..  

ظروف قاسية وحياة لا إنسانية..! 

رام الله - الضمير، في الوقت الذي تشهد فيه الأراضي الفلسطينية المحتلة تصعيدًا غير مسبوق في العدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني وحرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من عام، تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ سياسات قمعية ممنهجة  تجاه الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، إذ لا زالت تشن حملات اعتقال هي الأوسع والأكبر منذ عقود، اعتقل خلالها عشرات آلالاف المواطنين الفلسطينيين، بالإضافة إلى الهجمة الشرسة على الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال وحرمانهم من أدنى الحقوق الإنسانية واستخدام سياسات قمعية كالتعذيب والحرمان من الحقوق الأساسية والقتل البطيء الممارس بحقهم. وتمر الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال اليوم في واحدة من أصعب وأعقد المراحل إذ سحبت كافة المنجزات التي حققت على مدار عقود نتيجة لنضالات طويلة خاضها الأسرى، وتمارس سلطات الاحتلال على اختلاف مستوياتها سياسة عقاب جماعي وقتل بطيء بحق الأسرى والأسيرات منذ أكثر من عام، حيث ارتقى في سجون الاحتلال ٤١ أسيرًا نتيجة لكل تلك السياسات، عدى عن عدد كبير من الأسرى الشهداء الذين ارتقوا في المعسكرات والسجون التي يحتجز بها الاحتلال معتقلي قطاع غزة.  

ولم تكن المرأة الفلسطينية بعيدة عن هذه الهجمة التي يمارسها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، إذ اعتقل الاحتلال منذ السابع من أكتوبر أكثر من ٤٣٠ امرأة فلسطينية، فيما يبقي الاحتلال اليوم على اعتقال ٩٤ أسيرة فلسطينية، منهن أسيرات مريضات ومسنات، ومن بينهن نحو ٣٠ في الاعتقال الإداري التعسفي - دون تهمة - و٢٤ أسيرة مريضة بينهن أسيرتان جريحتان برصاص الاحتلال.  

الوضع الصحي المتدهور للأسيرات 

تعاني العديد من الأسيرات الفلسطينيات يعانين من مشكلات صحية نتيجة للاحتجاز في ظروف قاسية أو نتيجة لإصاباتهن قبل الاعتقال، حيث يتم إهمال علاجهن بشكل متعمد، و ترفض سلطات الاحتلال توفير الرعاية الطبية اللازمة للأسيرات اللواتي يعانين من إصابات أو أمراض مزمنة، ما يؤدي إلى تدهور حالتهن الصحية،وفي كثير من الأحيان، يتم تأخير العلاج أو منع الأسيرات من الوصول إلى الأدوية الضرورية، والمماطلة في نقلهن للعيادات الصحية، ما يعكس سياسة الاحتلال في حرمان المعتقلين من أبسط حقوقهم الصحية، يذكر أن الاحتلال خلال الأشهر الماضية كان قد اعتقل عدد من الأسيرات الحوامل دون الاكتراث للمخاطر التي تترتب على حياة الأم والجنين نتيجة للكل تلك الظروف القاسية في السجون، يذكر أن الاحتلال قلص منذ السابع من أكتوبر أدوات النظافة الشخصية بشكل كبير وأبقى على الحد الأدنى منها.  

عزل الأسيرات في سجون الاحتلال: 

 المعتقلة الإدارية خالدة جرار نموذجًا لسياسة العزل التعسفية 

تستمر سلطات الاحتلال الإسرائيلي في ممارسة سياسة العزل الانفرادي بحق الأسرى والأسيرات الفلسطينيات كأداة إضافية للتنكيل بهن وكأداة من أدوات العقاب الجماعي وكسر إرادتهن. ومن أبرز هذه الحالات حالة الأسيرة النائبة السابقة خالدة جرار، التي تم عزلها في زنازين العزل الانفرادي في سجن الرملة بشكل تعسفي، حيث تحتجز في ظروف قاسية تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الإنسانية، وسط إهمال طبي متعمد من قبل إدارة مصلحة السجون. المعتقلة خالدة جرار، تعرضت للاعتقال عدة مرات وأمضت فترات طويلة في السجون وفقدت ابنتها في اعتقالها السابق دون السماح لها بتوديعها، ويأتي عزلها في زنزانة انفرادية يشكل جزءًا من سياسة الاحتلال الهادفة إلى التنكيل بالنساء الفلسطينيات على مختلف فئاتهن العمرية والاجتماعية، يذكر أن سلطات الاحتلال قد مددت قبل أيام فترة عزل جرار لشهر إضافي دون الاكتراث لتبعات مثل هذا القرار علمًا أنها تعاني من عدة مشاكل صحية وهي بحاجة لرعاية صحية. 

الظروف القاسية في سجن الدامون..  

تستمر سلطات الاحتلال في احتجاز الأسيرات في ظروف قاسية وغير إنسانية داخل سجن الدامون المخصص للنساء، حيث تفتقر الغرف والزنازين إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة الآدمية. فهي ضيقة ومكتظة، تفتقر للتهوية الجيدة، مما يجعل العيش فيها أمرًا صعبًا. بالإضافة إلى ذلك، تعاني الأسيرات من نقص في الطعام وعدم توفر غذاء صحي ومتوازن، حيث يؤثر سلبًا على صحتهن الجسدية والنفسية. علاوة على ذلك، تُجبر الأسيرات على الخضوع لعمليات تفتيش مهينة ومستمرة، بما في ذلك التفتيش الدقيق، وكانت سلطات الاحتلال مؤخرًا قد زودت الأسيرات بطقم واحد من الملابس الشتوية وقامت بالمقابل بمصادرة ملابسهن الصيفية، يذكر أن سلطات الاحتلال كانت قد قلصت فترة الفورة ومدة الاستحمام، وفي الأسابيع الأخيرة أيضًا بدأت بإطفاء الإنارة في داخل كافة الغرف منذ الساعة العاشرة مساء حتى الساعة السادسة صباحًا، إن هذه المعاملة القاسية تمثل جزءًا من سياسة الاحتلال المستمرة في استهداف الأسيرات وسياسة العقاب الجماعي بحق كافة فئات الشعب الفلسطيني. 

حرمان الأسيرات من الزيارات والتواصل مع العالم الخارجي 

من بين السياسات القمعية التي تواصل سلطات الاحتلال تطبيقها بحق الأسيرات هي منع الزيارات من قبل العائلات منذ أكثر من عام وحرمان الأسيرات من احتضان واللقاء بأبنائهن،  مما يزيد من معاناتهن النفسية والعاطفية. إضافة إلى وضع عراقيل أمام زيارات المحامين للأسيرات والأسرى، حيث تعزل الأسيرات عن عائلاتهن والعالم الخارجي تحديدا في ظل استمرار منع اللجنة الدولية للصليب الأحمر من الزيارات لأكثر من عام بشكل كامل.