أصدرت مؤسسات الأسرى (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، ومركز معلومات وادي حلوة –القدس)، تقريرًا عن الثلاثة شهور الماضية (تموز، وآب، وأيلول) للعام 2021، ويستعرض التقرير قراءة عن نسبة الاعتقالات التي نفّذتها قوات الاحتلال، إضافة إلى جملة من القضايا التي فرضت نفسها، على مستوى عمليات التنكّيل بحق المعتقلين وخلال عمليات الاعتقال وما بعدها، وكذلك عن واقع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
ويمكن التأكيد على أنّ جملة من التحولات كانت قد فرضتها المواجهة المتصاعدة منذ شهر أيّار/ مايو للعام 2021، وألقت بظلالها على واقع عمليات الاعتقال في فلسطين كافة، وشكلت أبرز التحولات الراهنة التي تمثلت في تصاعد السياسات التعسفية التي يفرضها الاحتلال مع كل تصاعد أو مواجهة، وتصدرت القدس إضافة إلى الأراضي المحتلة عام 1948م المشهد.
ورغم هبوط منحنى نسبة الاعتقالات مقارنة مع شهر أيار على وجه الخصوص إلا أنّ الاحتلال مستمر في تنفيذ عمليات الاعتقال اليومية والممنهجة، مستهدفاً كافة فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني، لا سيما الفاعلين في المجتمع الفلسطينيّ، في محاولة مستمرة لتقويض أيّ مواجهة يمكن أن تفضي لأي تغيير، وأفرزت عمليات الاعتقال الراهنة لاسيما سياسة الاعتقال الإداريّ، موجة جديدة من المواجهة، تمثلت بالإضرابات الفرديّة، حيث يواصل حتّى إعداد هذا التقرير 6 معتقلون إداريون إضرابهم المفتوح عن الطعام رفضًا لهذه السياسة.
وأحدثت عملية "نفق الحرّيّة" التي نفّذها ستة أسرى في تاريخ السادس من أيلول/ سبتمبر 2021، جملة من التحولات على عدة أصعدة، فيما يتعلق بواقع قضية الأسرى، حيث أعاد هذا الحدث قضية الأسرى إلى الواجهة دوليا وعربيا ومحليا، رغم محاولات الاحتلال المستمرة لعزل الأسرى واستهدافهم وتقويض دورهم النضاليّ وحقّهم في تقرير الحرّيّة والنضال وتقرير المصير.
وأما فيما يتعلق بردة فعل الاحتلال ومؤسساته على هذه التحولات، فقد قامت بتنفيذ جملة من السياسات التعسفية وعلى رأسها سياسة العزل الإنفراديّ، وتنفيذ عقوبات جماعية وانتقامية بحق الأسرى وخاصة أسرى حركة الجهاد الإسلامي في كل السجون وصولاً إلى حد التنكيل والتعذيب في بعض الحالات.
قراءة في نسبة الاعتقالات على مدار الثلاثة شهور
رصدت مؤسسات الأسرى على مدار الثلاثة شهور الماضية، (1282) حالة اعتقال، بينهم (160) طفلًا، وقاصرًا أقل من 18 عامًا، جلهم من القدس، وسجل من بين المعتقلين (37) من الإناث.
حيث سُجل في شهر تموز /يوليو 2021، (513) حالة اعتقال، بينهم (47) قاصرًا، و(17) من الإناث، فيما سُجل في شهر آب/ أغسطس 2021، (345) حالة اعتقال بينهم (46) قاصرًا، و(8) من الإناث، وفي شهر أيلول/ سبتمبر 2021، سُجل (424) حالة اعتقال بينهم (67) قاصرًا، و(12) من الإناث.
وبقيت محافظة القدس وبلداتها، تشهد أعلى نسبة في عمليات الاعتقال، حيث وصل مجموع الاعتقالات على مدار الثلاثة شهور (525) حالة اعتقال، كما شهدت القدس أعلى نسبة في عمليات اعتقال الأطفال لتصل إلى 80% من عمليات اعتقال الأطفال في محافظات الوطن.
وإلى جانب القراءة الإحصائية لحالات الاعتقال، ما تزال هناك جملة من السياسات التي ينفذها جيش الاحتلال أثناء تنفيذه لعمليات الاعتقال، تتمثل بسياسة العقاب الجماعي واعتقال أفراد من العائلة للضغط على الشخص المراد اعتقاله؛ لتسليم نفسه كونه مطارد، أو للضغط عليه أثناء التحقيق معه، عدا عن عمليات التّنكيل بما فيها من اعتداءات مختلفة بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، بالإضافة لعمليات التخريب التي تطال منازل المواطنين واقتحامها في ساعات الليل المتأخرة.
والجدير ذكره أنّ هذه السياسات أصبحت ثابتة في عمليات الاعتقال، كسياسات ممنهجة، ولا تقتصر على فئة من المعتقلين بل تطال كافة الفئات.
وبقيت سياسة الاعتقال الإداريّ واحدة من بين عشرات السياسات التي تستهدف الفلسطيني، لا سيما الفاعلين على عدة مستويات سياسية، واجتماعية ومعرفية، ولم تستثن أي من الفئات.
فبلغ مجموع أوامر الاعتقال الإداريّ خلال الثلاثة شهور الماضية (310) أمر اعتقال إداريّ، منهم (88) أمرًا جديدًا، و(222) أمر تجديد.
ففي شهر تموز بلغ عدد أوامر الاعتقال (98) بينهم (38) أمر جديد، و(60) أمر تجديد، وفي شهر آب بلغ عددهم (91) أمر بينهم (20) جديد، و(71) تجديد، وشهر أيلول (121) أمر بينهم (30) جديد، و(91) تجديد.
حيث تعكس هذه الإحصائيات حقيقة أنّ غالبية المعتقلين الإداريين محتجزون منذ فترات مختلفة، وتواصل سلطات الاحتلال إصدار المزيد من أوامر الاعتقال الإداريّ بحقّهم، ولاحقًا سنستعرض في هذا التقرير قراءة عن سياسة الاعتقال الإداريّ المتصاعدة لا سيما منذ شهر أيّار الماضي.
وتشير مؤسسات الأسرى وحقوق الإنسان إلى أن عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال بلغ حتّى نهاية شهر أيلول/ سبتمبر 2021، نحو (4600) أسير، منهم (35) أسيرة فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال والقاصرين في سجون الاحتلال نحو (200)، وعدد المعتقلين الإداريين إلى نحو (500).
العناوين الفرعية داخل التقرير:
ما بعد "نفق الحرّية"
سياسة العزل الإنفراديّ
الأسير محمد العارضة في مواجهة العزل الإنفراديّ
العقوبات الجماعية...لغة الاحتلال في التعامل مع الأسرى منذ تحرير أسرى جلبوع أنفسهم
مواجهة الأسرى الراهنة
سياسة الاعتقال الإداريّ والإضراب مواجهة مستمرة
طلبة الجامعات.. استهداف متكرر على خلفية العمل النقابي
الهجمة الشرسة على طلّاب جامعة بيرزيت - ربى عاصي
القدس: كثافة الاعتقالات والمواجهة اليومية
إقامة جبرية لأربعة أسرى محررين
الحبس المنزلي الذي حوّل منازل المقدسيين إلى "سجون" لأطفالهم
"انتهى"