مؤسسة الضمير تستعرض آخر المستجدات داخل سجون الاحتلال.
رام الله – الضمير، منذ بداية عدوان الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في السابع من أكتوبر، بدأت سلطات الاحتلال بشن حملة انتقام لا زالت مستمرة بحق الفلسطينيين في مختلف أماكن تواجدهم، حيث يستمر جيش الاحتلال بتنفيذ الإبادة الجماعية بحق سكان قطاع غزة مع استمرار الاقتحامات والحملات العسكرية في مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية المحتلة، تحديدًا في مدن شمال الضفة، حيث تشهد مدينتي طولكرم وجنين اقتحامات واسعة ومتكررة تستمر لعدة أيام تنفذ خلالها قوات الاحتلال حملات اعتقال جماعي وتحقيق ميداني وتنكيل بالأهالي إضافة إلى تخريب الممتلكات العامة والخاصة وتدمير البنية التحتية، وتنفذ عمليات اغتيال.
ومنذ السابع من أكتوبر اعتقل الاحتلال أكثر من ٦٠٠٠ مواطن في الضفة الغربية تم تحويل أكثر من 80٪ منهم إلى الاعتقال الإداري دون توجيه تهمًا أو لوائح اتهام بحقهم، إضافة إلى عشرات حالات الاعتقال التي سجلت في الداخل الفلسطيني المحتل عوضًا عن حالات الفصل من الجامعات لطلبة وناشطين فلسطينيين من الداخل المحتل على خلفية منشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفرضت غرامات مالية عالية عليهم.
لم يكتف الاحتلال باستخدام سياسة العقاب الجماعي بحق المواطنين في الضفة والقدس وغزة فقط، بل عملت سلطات الاحتلال أيضًا منذ اليوم الأول للعدوان على التنكيل والانتقام من الأسرى بشكل كبير ومتعمد، حيث تشهد السجون منذ ذلك التاريخ ظروفًا مأساوية وصعبة للغاية، حيث عملت سلطات الاحتلال منذ اليوم الأول للعدوان على سحب منجزات الأسرى التي حققت بعد نضالات على مدار عقود طويلة، وقامت بعزلهم بشكل كامل عن العالم الخارجي وقطعت التواصل بين الأسرى داخل السجون، يذكر أنه وخلال ثلاثة أشهر اعترف الاحتلال بارتقاء سبعة أسرى داخل السجون نتيجة للضرب والتنكيل وسياسة الإهمال الطبي المتعمد.
ومع ارتفاع وتيرة الاعتقالات والحملات العسكرية الواسعة التي تطال معظم مدن وقرى ومخيمات الضفة، برزت عدة سياسات انتقامية يستخدمها جيش الاحتلال أثناء تنفيذ عملياته العسكرية، كاستخدام المدنيين كرهائن للضغط على ذويهم من أجل تسليم أنفسهم واستخدامهم كدروع بشرية واستخدام القوة المفرطة أثناء تنفيذ عمليات الاعتقال.
الأسير س.ع (٤٩ عامًا) من مدينة بيت لحم، يتواجد في سجن مجدو، كان قد تعرض للضرب المبرح أثناء اعتقاله بتاريخ ١٦/١٠/٢٠٢٣، الأمر الذي أدى لإصابته في عينه، وقام الجنود بتكبيل يديه بشكل عنيف الأمر الذي أدى لجرحه أثناء محاولة الطبيب فك القيد من يده، ويعاني س.ع من عدة أمراض ومشاكل صحية منها أزمة في التنفس ومشاكل في الكلية وضغط الدم ويحتاج إلى الرعاية الصحية وأخذ الأدوية بشكل دوري، ورغم وضعه الصحي لم يحصل على العلاج أو الأدوية باستثناء دواء ضغط الدم الذي حصل عليه قبل أسبوعين فقط. ولا تقدم إدارة سجن مجدو للأسرى سوى فرشات وبطانيات خفيفة دون تقديم المخدات، إضافة إلى كميات الأكل القليلة ونوعيات الطعام الرديئة.
ويؤكد الأسرى في سجن النقب على الظروف الصعبة للغاية التي يعيشونها داخل السجن، حيث يصف الأسرى حالهم داخل سجن النقب بأنهم يعيشون مجاعة وبرد قارس، فقد قامت إدارة السجن بتقليص كميات الطعام منذ بداية العدوان إضافة إلى سحب الملابس منهم، حيث يردتي معظم الأسرى نفس الملابس منذ أشهر طويلة، ويؤكد الأسرى داخل سجن النقب على إزالة الإدارة الشبابيك (البلاستيك المقوى) الأمر الذي يزيد من برودة السجن، وأكد الأسرى تعرضهم للضرب والتنكيل في بداية العدوان، إضافة إلى تقليص فترة الاستحمام حيث يخرج الأسرى داخل القسم وعددهم ١٢٠ أسير للاستحمام مرة واحدة في الأسبوع لمدة ساعة واحدة فقط.
أما في سجن شطة، فيعاني الأسرى هناك من ظروف مشابهة لما يعيشه الأسرى في سجن النقب، حيث تقدم الإدارة كميات طعام قليلة جدًا، وسحبت منهم الملابس ومنعتهم من التدخين، وقامت الإدارة برسم خطوط على ساحة الفورة لا يسمح للأسرى بتعديها ومن يقوم بتعدي الخطوط يتم إعادته إلى الغرف، وقامت إدارة السجن بتقليص مواد النظافة من الأسرى حيث يحصل جميع الأسرى في الغرفة الواحدة على علبة شامبو واحدة فقط كل أسبوع، ويسمح لهم بالخروج إلى الفورة لمدة تتراوح بين ٢٠- دقيقة يوميًا.
ويعاني العديد من الأسرى من إصابات متفاوتة من قبل قوات الاحتلال، حيث يتواجد في عيادة سجن الرملة نحو 17 أسيرًا مريضًا ومصابًا بفعل عمليات الاعتقال، إضافة إلى أسرى تعرضوا لإصابات بفعل الضرب المبرح أثناء عمليات القمع التي تنفذها إدارة السجون ضمن عمليات التنكيل الممنهجة بحق الأسرى والأسيرات في السجون، منهم أسرى لا يستطيعون المشي نتيجًة لإصابتهم بأطرافهم، دون تقديم الرعاية الصحية اللازمة.