منذ عشرات السنوات تنتهج سلطات الاحتلال سياسة الإهمال الطبي المتعمد والقتل البطيء بحق الأسرى والأسيرات داخل سجون الاحتلال، وعلى طول سنوات الاحتلال ارتقى عشرات الشهداء من الحركة الأسيرة بعد حرمانهم من حقهم في العلاج والرعاية الصحية اللازمة مؤخرًا ومع بداية العدوان الإسرائيلي بحق
الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده تعمدت سلطات الاحتلال بكافة مستوياتها على تكثيف استخدامها لسياسة القتل المتعمد البطيء والإهمال الطبي بحق الأسرى، إضافة إلى ذلك عملت مصلحة السجون بتوجيهات من السلطات السياسية على تضييق الخناق على الأسرى من خلال الظروف المعيشي] والصحية الصعبة، إذ حرم الأسرى على مدار أشهر من أدوات النظافة الشخصية، وعملت الإدارة على إغلاق العيادات وتعقيد وصول الأسرى إليها، الأمر الذي أدى إلى انتشار العديد من الأمراض منها مرض أمراض جلدية كمرض السكاب يوس - الجرب، إضافة إلى الأمراض التي يعاني منها الأسرى والأسيرات بسبب سوء التغذية وسياسة التجويع والتعطيش المتبعة بشكل ممنهج بحقهم، وهنا تجدر الإشارة إلى ارتقاء ١٩ شهيدًا منذ بداية العدوان نتيجة للتعذيب والإهمال الطبي في السجون، كان آخرهم الشهيد مصطفى أبو عرة الذي كان يعاني من عدة أمراض وارتقى داخل سجون الاحتلال، إضافة إلى العشرات من الأسرى والمعتقلين من قطاع غزة الذين يحتجزون في معسكرات وسجون الاحتلال.
المعتقل الإداري عمرو أبو هليل (٢٧ عامًا) من مدينة الخليل..
من الحالات المرضية الصعبة داخل سجون الاحتلال.. يواجه خطرًا حقيقيًا على حياته.
اعتقل عمرو أبو هليل بتاريخ ١٩/١١/٢٠٢٣ وصدر بحقه أمرًا بالاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر تم تجديدها لستة أشهر إضافية، علمًا أنه كان أسيرًا سابقًا أمضى في سجون الاحتلال نحو أربعة أعوام ونصف، ورزق بطفله الأول بعد اعتقاله ولم يتسن له رؤيته لغاية الآن بسبب اعتقاله، ومع اعتقاله الثاني كان يعاني من سرطان في الغدة الدرقية حيث كان قد بدأ رحلة العلاج قبل أشهر من اعتقاله، وكان قد أجرى قبل أسابيع قليلة من اعتقاله عملية استئصال للغدة ولم يتماثل للشفاء بعد، وحال اعتقاله دون أن يكمل رحلة علاجه بشكل منتظم حتى اليوم.
ويعاني أبو هليل مع عشرات الأسرى المرضى بالسرطان من إهمال طبي متعمد وتنكيل وحشي بشكل مستمر لا يتوقف، تحديدًا في ظل حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني والتي نال الأسرى نصيبًا كبيرًا منها، فلم يتلقى أي نوع من أنواع العلاج، إذ تم نقله مؤخرًا من السجن لإجراء فحوصات طبية إلا أنه قد تعرض للتنكيل وتم نقله إلى السجن ثانية بعد ثلاثة أيام رغم الخطورة الحقيقية على حالته الصحية، ولم تكتف إدارة مصلحة السجون بهذا التنيل فحسب بل أجبرته على التوقيع على ورقة تنازل عن حقه في الرعاية الصحية، دون الاكتراث للخطر الحقيقي على مصير حياته، يذكر أنه كان قد أصيب بعدة أمراض أثناء فترة اعتقاله المستمرة نتيجة للظروف القاسية التي يعيشها الأسرى والأسيرات داخل سجون الاحتلال.
إضافة إلى ذلك كله، يعيش أبو هليل كعشرات الآلاف من الأسرى في ظروف إنسانية قاسية للغاية وصعبة، فيحرم الأسرى من حقهم الطبيعي في العلاج اللازم، ويعانون من سياسة التجويع والتعطيش التي صارت جزءًا من العملية الانتقامية بحق الشعب الفلسطيني بعد السابع من أكتوبر، إضافة إلى ذلك لا توفر إدارة السجون الملابس اللازمة وأدوات النظافة الشخصية وحتى الأغطية الكافية والفراشات، إذ ينشر يوميًا صورًا لأسرى تحرروا من السجون في الفترة الأخيرة توضح مدى معاناة الأسرى والأسيرات ومدى سياسة الإهمال الطبي حيث يخرج الأسرى في حالة صحية رديئة للغاية.
وفي ضوء كافة المعطيات التي ترد حول أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال تحديدًا بعد السابع من أكتوبر، واستشهاد عشرات الأسرى في غضون أشهر، فإن احتمالية استشهاد أسرى آخرين في السجون تتضاعف مع استمرار عمليات التعذيب والتنكيل، واستمرار عزل الأسرى بشكل مضاعف وبكافة الأدوات المتاحة، وخاصة في ضوء عدم معرفة مصيرهم وحالتهم الصحية
توجِّه مؤسسة الضمير مطالبها لكل أحرار العالم الذين يساندون الأسرى والشعب الفلسطيني، ومن خرجوا في كافة الميادين أمام الإبادة التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا في غزة، بالاستمرار في إعلاء صوت الأسرى المرضى وكافة المعتقلين حتى تحريرهم وإنهاء عمليات القتل الممنهجة التي تمارسها دولة الاحتلال بحقهم.