الاسم: وليد محمد حمدان حناتشة
تاريخ الاعتقال: 3/10/2019
مكان السكن: رام الله
الحالة الاجتماعية: متزوج من السيدة بيان حناتشة، ولديه ابنتان
السجن: ريمون
الوظيفة: المدير الإداري والمالي لمؤسسة اتحاد لجان العمل الصحي
التحصيل العلمي: ماجستير صحة عامة، وماجستير اقتصاد.
الوضع القانوني: موقوف للمحاكمة
الاعتقالات السابقة:
اعتقل وليد أربع مرات قبل اعتقاله الأخير، فبداية اعتقاله كان في عام 1994، حيث تعرض للتحقيق لمدة 30 يوم ومن ثم أُطلق سراحه، وبدأ سيناريو الاعتقال الإداري منذ 18/5/2002 حيث قضى 3 سنوات ونصف رهن الاعتقال الإداري، حتى تم الإفراج عنه بتاريخ 21/12/2005، أما اعتقاله الثالث فكان بتاريخ 12/1/2009 حيث قبع بالسجن رهن الاعتقال الإداري حتى تاريخ 10/1/2010، والاعتقال الرابع كان بتاريخ 22/11/2011 حيث صدر بحقه أمر اعتقال اداري لمدة 6 أشهر.
الاعتقال الأخير
اقتحمت وحدات الاحتلال الخاصة منزل وليد حناتشة بتاريخ 3/10/2019 في ساعة متأخرة من الليل، وقامت بالاعتداء عليه والتنكيل بعائلته وتخريب محتويات المنزل، ثم جرى نقله إلى مركز تحقيق المسكوبية حيث تعرض لتحقيقٍ قاسٍ لما يزيد عن 60 يوماً.
التعذيب في التحقيق
بدأ التحقيق مع وليد عسكرياً منذ لحظة وصوله لمركز تحقيق المسكوبية، حيث تعرّض للتعذيب الجسدي الشديد خلال جولات التحقيق، وقبل بدء الجولة الأولى نقل للعيادة وجرى قياس الضغط والنبض ومن ثم بدأت جولات التحقيق على شكل مناوبات 8 ساعات في كل جولة، وكان يتم نقله للعيادة يومياً لمصادقة الطبيب على أنه يمكن استمرار التحقيق العسكري معه، على الرغم من أنه كان يعاني من أوجاع عديدة في كافة أنحاء الجسد، ورغم العلامات التي كانت بارزة على جسده إلا أن الطبيب كان يصادق على أن نتائج الفحوصات جيدة ويمكن استكمال التحقيق معه.
قام المحققين بضرب وليد بشدة على الوجه والأرجل مما أدى لسقوطه مرات عديدة، ليتم رفعه واستكمال الضرب مجدداً، كان يتم الضرب على الوجه وهو مغمى العينين، بالإضافة إلى الضرب الشديد على الصدر من خلال رؤوس الأصابع، كما تم ضرب وليد بشدة على الأرجل بقدمي وركب المحققين، وجرى شبحه بأساليب مختلفة كالشبح على الطاولة، بحيث بتم تقييد اليدين للخلف ويتم تقصير طول الكلبشات حتى يكون الضغط على الأكتاف، المعتقل يجلس على الكرسي لئلا تتحرك الرجلين، وحتى لا يخف الضغط على الأكتاف كان يجلس محقق على الركبتين حتى يدفع الصدر للخلف، وأحد المحققين يشدهما كل فترة، مثلاً يسحب اليدين أبعد ما يمكن حتى يتسبب بضغط أكبر على الأكتاف، واثنين من المحققين يضغطون على الوجه ويرفعونه من منطقة الرقبة والحنك للخلف أو لليمين أو الشمال. كما تعرض لوليد لوضعية الشبح على الحائط، بحيث يكون الظهر على الحائط واليدين للخلف مكبلات والركب مثنية بدرجة 45، ويقف محققين اثنين على الجوانب لضمان أن المعتقل لا يقف بشكل مستوي. كما تعرض إلى وضعية الشبح على الأرض، بحيث تكون اليدين مربوطة للخلف، ويقوم المحقق بدفعه على الأرض، ويجلس محقق على صدره ويضع ركبته على الأكتاف، ويمسك قبة القميص ويهز بشدة ويضغط فيشعر بالاختناق، وفي نفس الوقت يقوم محقق آخر بالجلوس على قدميه حتى يثبته لألا يتحرك، وبقية المحققين يقومون بعمل نصف دائرة فوق رأسه وكلهم يصرخون ويشتمون، واثنين منهم يقومون بشد وجهه إلى الخلف أو الجوانب.
بالإضافة إلى تعرضه إلى وضعية الموزة، بحيث يتم تثبيت الأرجل بالكرسي بسلاسل كي لا تتحرك، ويكون ظهر الكرسي على الجنب، واليدين مكبلتين تحت الكرسي ويقوم المحققين بالضغط على الصدر إلى الخلف ليكون بشكل زاوية منفرجة مع الكرسي بشكل مؤلم جداً لعضلات البطن، مع استمرار الضغط على الصدر، ويكون لفترات لا يستطيع الجسم تحملها فيسقط الجسم للخلف على الارض على بطانية، أو يسقط على ركبتين المحقق الذي يكون جالس خلفه.
في جميع هذه الوضعيات كان يعاني وليد من حالة الإغماء المتكرر فيقوم المحققين بسكب الماء على وجهه وعلى جسده لإبقائه واعياً. كما استُخدم مع وليد أسلوب نتف شعر اللحية والرأس بأيدي المحققين، مما سبب له النزيف وكدمات على الرقبة ومقدمة الرأس. استمر التحقيق العسكري مع وليد منذ اعتقاله لما يقارب 12 يوماً، تضمنت فترات استراحة قليلة جداً وفقط لتناول وجبات الطعام التي كان يتناولها بغرفة التحقيق وليس بالزنزانة، كما وأعاد المحققين التحقيق العسكري مع وليد لمرتين إضافيتين، تخللها نفس الأساليب، وخلال كل هذه الفترة كان وليد لا يقوى على السير على قدميه، فكان يتم نقله للمحكمة أو بين الغرف داخل مركز التحقيق من خلال كرسي متحرك. عندما أنهوا التحقيق العسكري معه كان يتم التحقيق معه بشكلٍ متواصل ولساعات طويلة جداً.
إن التعذيب الجسدي الذي مورس بحق وليد ترك آثار وعلامات وكدمات على كافة أنحاء جسده، وهو حتى هذه اللحظة يشعر بألم شديد في رجليه، ويعاني من آثار التعذيب الوحشي الذي مورس بحقه على مدار 63 يوماً من التحقيق.
إضافة للتعذيب الجسدي الذي تعرض له وليد، مارس محققو الاحتلال بحقه التعذيب النفسي، حيث جرى تهديده باعتقال أفراد عائلته، وهدم منزله، وقامت سلطات الاحتلال باعتقال ابنته ميس بعد استدعائها للمقابلة في معتقل عوفر، حيث جرى نقلها لمركز تحقيق المسكوبية حيث قبعت لثلاثة أيام، عمد المحققون خلالها على أن يشاهد وليد ابنته في غرف التحقيق وذلك بهدف الضغط عليه.
نجحت مؤسسة الضمير بالحصول على صور للمعتقل وليد تظهر آثار التعذيب والكدمات والعلامات على جسده بعد أن طلب المحامي من القاضي العسكري التحقق من الوضع الصحي لوليد ورصد التعذيب، وفعلا بعد اطلاع القاضي على آثار التعذيب على جسد وليد، أمر بالتقاط صور لهذه الآثار وتقديمها للمحكمة، وبعد تصويرها تمكن المحامي من الحصول على هذه الصور.
"ذهبت للمحكمة لأول مرة بعد اعتقال وليد، دخلت القاعة في "عوفر"، بحثت عنه، للوهلة الأولى لم أتعرف عليه، حيث أن ملامحه تغيرت من شدة التعذيب،... عشر ثوان، ثم جاءني صوته "بيان.. أنا هنا".
بيان حناتشة زوجة المعتقل وليد
الوضع القانوني
منذ اعتقال وليد، صدر أمر منع من لقاء محاميه، تلاه عّدة أوامر منع صدرت عن طاقم التحقيق ومسؤول مركز التحقيق في المسكوبية، وبعد أن استمر منع وليد من لقاء محاميه ل30 يوماً، أصدر القاضي العسكري من خلال المحكمة أوامر منع أخرى ليصل مجموع الأيام التي منع فيها وليد من مقابلة محاميه لما يقارب 45 يوماً. قدّم محامو مؤسسة الضمير التماسين للمحكمة العليا الإسرائيلية على أوامر المنع من لقاء المحامي، إلا أن هذين الالتماسين رُفضا.
كما وقدم المحامون عدّة استئنافات على تمديد توقيف وليد منذ اعتقاله، إلا أن جميع الاستئنافات التي قُدمت رُفضت.
إن رفض جميع الالتماسات والاستئنافات التي قدمت يظهر تكامل الأدوار ما بين المحققين والقضاة فيما يتعلق بإخفاء جرائم التعذيب التي ارتكبت بحق وليد، حيث أنه جرى تعذيب وليد بشكلٍ عنيف دون تمكن المحامي من لقائه ورصد وتوثيق آثار التعذيب التي تعرض لها أثناء التحقيق. وعلى الرغم من أن القضاة العسكريين اطلعوا على الوضع الصحي وآثار التعذيب التي تظهر على جسد وليد، إلا أن ذلك لم يمنعهم من رفض الاستئناف.
بتاريخ 12/12/2019، قدمت سلطات الاحتلال لائحة اتهام بحق وليد تتضمن بنود تتعلق بالتخطيط والمشاركة في عمليات عسكرية، وهو ما زال موقوفاً بانتظار محاكمته.
العائلة وهدم المنزل
المعتقل وليد حناتشة متزوج من السيدة بيان حناتشة منذ العام 1994، ولديهم ابنتان ميس 23 عاماً وملك 12 عاماً، حرمت الاعتقالات المتكررة لوليد عائلته من تواجده معهم في أجمل وأصعب اللحظات، وكان لاعتقاله الحالي وقعاً كبيراً على العائلة، حيث لم تتمكن من معرفة أي معلومة عن وليد لمدة 45 يوماً حيث كان ممنوع من لقاء محاميه، كما واطّلعت العائلة على آثار الضرب والتعذيب الذي تعرض له وليد بعد الحصول على الصور، ومن ثم تلقت خبر قرار سلطات الاحتلال هدم منزل العائلة، وعلى الرغم من اعتراض العائلة على هذا القرار، إلا أن سلطات الاحتلال رفضت كافة الاعتراضات وقامت بتاريخ 5/3/2020 بهدم المنزل الواقع في عمارة بحي الطيرة برام الله، وذلك من خلال هدم الجدران الداخلية بطريقة يدوية من خلال "المهدات".
"من الطبيعي أن تفقد شيئاً ما في الحياة، ولكنّ فقدان المنزل الذي عشتَ فيه طيلة حياتك يعني فقدان جميع الذكريات وجميع الضحكات، وجميع الدموع، وكلّ فرحٍ وترح عشته فيه"...
ملك حناتشة، 12 عاماً (ابنة الأسير وليد حناتشة)