رام الله - 23/6/2014 - لليوم ال61 على التوالي، يخوض أكثر من 120 معتقلاً إدارياً الإضراب المفتوح عن الطعام، مصممين على المضي في معركة تحقيق مطالبهم المتمثلة في كسر سياسة الإعتقال الإداري، مجابيهن كافة أشكال التضيّقات التي تفرضها إدارة مصلحة السجن عليهم، خصوصاً بعد قيام الإحتلال بشن حملة عسكرية إنتقامية بحق المدنيين الفلسطينيين منذ الأسبوع الماضي وتحديداً منذ تاريخ 12 حزيران الجاري، إثر فقدان ثلاثة مستوطنين في منطقة الخليل، حيث وصل عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينين في سجون الإحتلال وبحسب وحدة التوثيق في مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان حتى الأن إلى: 5600 معتقلاً وأسيراً فلسطينياً، يتوزعون على 25 سجناً ومركز تحقيق وتوقيف، بينهم 22 أسيرة ومعتقلة، و196 طفل، و300 معتقلاً إدارياً، و21 نائباً في المجلس التشريعي الفلسطيني، و52 أسير محرر في صفقة وفاء الأحرار عام 2011.
دخول مرحلة الخطر
دخل المعتقلون الإداريون المضربون عن الطعام منذ أكثر من شهرين مرحلة الخطر الشديد، فهم معرضون بشكل مستمر للإصابة بالجلطة الدماغية أو توقف عمل أجهزة الجسم الرئيسية. وقال المعتقلين المضربين في مستشفى برزلاي لمحامي الضمير أن الاطباء أخبروهم بأنهم معرضون لفقدان الوعي في أي لحظة، وسألوهم عن ما عليهم القيام به في حال فقد أحد المعتقلين المضربين الوعي، وكان جواب جميع المعتقين أن على الإطباء التعامل بالشكل الذي يتوافق مع مسؤوليتهم الاخلاقية والانسانية والمهنية. ويعاني المعتقلون الذين زارهم محامو الضمير في مستشفيات برزلاي، بوريا، كابلان وعزل ايلون، من انخفاض نسبة الصفائح الدموية ونسبة الهيموغلوبين في دمهم، ويعانون من نقصان كبير في الوزن، وعدم انتظام في ضغط الدم ونبضات القلب.
وقال محامي الضمير أن أحد المعتقلين المضربين عن الطعام (فضلت الضمير عدم ذكر اسمه) يعاني من حمى النيل المتوسط ويتقيء الدم منذ ثلاثة أيام، ولم يستطع الأطباء تحديد مصدر الدم، وتعرض لفقدان الوعي أثناء محاولة فحصه، ويعاني منذ حوالي أسبوع من انخفاض في نسبة الهيموجلوبين، وانخاض في نبضات القلب والضغط، وخسر من وزنه أكثر من 22 كيلو. ويعاني معتقل أخر من السكري والضغط وضيق في التنفس، وأخبره الأطباء بتأكل الأنسجية الداخلية لجسمه، كما يعاني من نقص في الهيموجلوبين والبوتاسيوم والكالسيوم في جسمه، وبحسب ملاحظات محامي الضمير الذي زاره مؤخراً فقد ظهرت عليه أثار التعب الشديد وبروز عظام الوجه.
مضربون مكبلون
يتسبب التكبيل في اوجاع شديدة للمعتقلين وشعور بضيق نفسي كبير، حيث ترافقهم الأصفاد اينما ذهبوا وحتى الى الحمام، وأثناء النوم. يقول المعتقل المضرب في مستشفى كابلان أحمد الريماوي (19 عاماً) لمحامي الضمير "منذ اللحظة الأولى لوصولنا إلى المستشفى تم تكبيل أرجلنا طوال الوقت في السرير بكلبشتين، وكانوا يكبلون يدنا المعاكسة إلى السرير بكلبشتين أيضاً طوال الليل".
وحول كيفية التكبيل أثناء الإستحمام يقول الريماوي "أولاً يكبلون رجلي ويدي ويأخذوني للحمام، في الحمام بفكون كلبشات الرجلين ويبقوا اليدين، أقوم بخلع ملابسي السفلى وأنا مكبل اليدين، بعدها أقوم بلف منشفة على خصري، من ثم يأتي السجان ويضع الكلبشات في رجلي ويفك كلبشات يدي، أقوم بعدها بخلع ملابسي العلوية، وأبدأ بالإستحمام وباب الحمام شبه مفتوح، وعند الإنتهاء تتكرر العملية، ومن ثم يتم تكبيلي مرة أخرى في السرير".
استمرار التهديد والمضايقات
تستمر قوات مصلحة السجون في إستخدام كافة الأساليب للتضييق على المعتقلين المضربين لحملهم على وقف إضرابهم، فعلاوة على التنكيل المستمر بحقهم يقوم الأطباء والسجانين بإبتزاز المعتقلين بشكل متكرر من خلال تقديم المواد الغذائية وتناول الطعام داخل غرفهم.
يقول المعتقل المضرب أحمد الريماوي (19 عاماً) "منذ أن وصلنا إلى المستشفى، لم يسمح لنا بقص أظافرنا وحلق شعرنا ولحيتنا، رغم مطالبتنا المستمرة". كما واشتكى المعتقلون المضربون من تعامل السجانين القاسي ومنعهم من الذهاب للحمام، واضافوا لمحامي الضمير أنه وفي حال استمرار التعامل السيء سوف يصعدون من اضرابهم. فمثلاً يحتاج ذهابهم للحمام الى انتظار وجود الضابط المسؤول، وغالباً ما يتأخر الضابط في الحضور، وإذا احتاج أسيرين الذهاب للحمام في نفس الوقت يجب أن ينتظر أحدهم الآخر لفترة طويلة نسبياً.
الضمير: الاحتلال مستهتر
تنظر مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان بخطورة بالغة إلى استهتار قوات مصلحة السجون الإسرائيلية بمطالب المضربين عن الطعام، وتعتبر أن ما يتردد في وسائل الاعلام العبرية عن تأجيل مناقشة مقترح قانون التغذية القسرية لا يعني البتة أن خطر إقراره يتراجع، بقدر ما يعبر عن تقديرات استخباراتية تحذر من تداعياته في الوقت الراهن. وعليه فإن الضمير تطالب منظمة التحرير الفلسطينية بالتحرك الجدي والعاجل لطرح قضية المضربين عن الطعام أمام مجلس الأمن والمطالبة بتوفير الحماية لهم ووقف بطش قوات مصلحة السجون الإسرائيلية للأسرى والمعتقلين ومعاملتهم بموجب ما نصت عليه اتفاقيات القانون الدولي الإنساني واتفاقيات القانون الدولي لحقوق الإنسان ذات الصلة. كما وتطالب مؤسسة الضمير بتوسيع التضامن الشعبي مع المعتقلين الإداريين وهم يدخلون شهرهم الثالث محذرة من تدهور اوضاعهم الصحية وتداعيات فشل الإضراب في تحقيق مطالبه جراء ضعف التضامن الشعبي والرسمي.