رام الله – 2015/9/8- قال المعتقلون الإداريون المضربون عن الطعام لليوم العاشر على التوالي لمحامي مؤسسة الضمير سامر سمعان خلال زيارته لبعضهم في سجون أيلا عسقلان وإيشل، أنهم مستمرون في معركة "كسر القيود" لإنهاء سياسة الاعتقال الإداري ولضمان حياة حرة وكريمة لهم ولكل من عانى من سياسة الاعتقال الإداري، مؤكدين أن إرادتهم لن يكسرها السجن ولا السجان.
وكان خمسة معتقلين إداريين وهم: غسان زواهرة (34 عاماً)، شادي معالي (39 عاماً)، نضال أبو عكر (48 عاماً، منير أبو شرار (31 عاماً) وبدر الرزة (27 عاماً) قد بدأوا يوم 30-8-2015 إضراباً مفتوحاً عن الطعام، استكمالاً لخطواتهم الاحتجاجية التحضيرية التي بدأت في 20 أب الحالي لرفض سياسة الاعتقال الإداري، مما دفع إدارة السجون إلى نقلهم للعزل في سجن النقب وعسقلان وأيلا وإيشل في بئر السبع.
هذا وقال المعتقل الإداري المضرب عن الطعام غسان زواهرة (34 عاماً) لمحامي الضمير الذي زاره يوم أمس الأحد في عزل إيشل في بئر السبع، أنه يقبع في زنزانة صغيرة مساحتها 180×100 سنتيمتر، حيث تتسع الزنزانة للفرشة فقط ولا يوجد فيها حمام، وعليه قام غسان بالإضراب عن المياه ليوم واحد رفضاً للظروف التي وضع فيها، مما دفع إدارة السجن إلى نقله إلى زنزانة أخرى أكبر قليلاً، فيها سرير طابقين وحمام ولكن بدون دش وصنبور مياه، كما لم يسمح له بالحصول إلا على ملابس السجن "الشاباص"، ولم توفر له بطانية للنوم، ولا يسمح له بالخروج للفورة أبداً.
وحول وضعه الصحي قال زواهرة أنه تجري له فحوصات ضغط دم يومياً، وقد خسر من وزنه حوالي 11 كيلوغرام منذ بدأ الإضراب، وانه سيمتنع لاحقاً عن إجراء الفحوصات الطبية ردا على عدم إدخال الملابس له، وعدم إخراجه إلى الفورة والاستحمام.
أما المعتقل شادي معالي (39 عاماً)، فأكد لمحامي الضمير الذي زاره يوم أمس الأحد في عزل أيلا في بئر السبع أيضاً، أنه امتنع عن تناول الماء من تاريخ 6-9-2015 وحتى الآن احتجاجاً على قيام ضابط الاستخبارات بوضع الطعام والشراب أمام زنزانته لابتزازه، وإدعائه أن شادي فك إضرابه وانه كان يدخن في الغرفة. وأضاف شادي انه يقبع في زنزانة مساحتها 200×300 سنتمتر مع حمام ودوش ومغسلة مع بطانيتين، ولم تسلمه الإدارة حتى الآن أغراضه وملابسه، وقد خسر حوالي 8 كيلو من وزنه منذ بدأ الإضراب.
أما عن عزل عسقلان، فقد قال المعتقل الإداري المضرب عن الطعام نضال أبو عكر لمحامي الضمير الذي زاره في 3-9-2015، أنه يقبع في زنزانة مساحتها 150×180 سنتمتر وفيها سرير طابقين ومرحاض ودوش، وعندما يريد الخروج من الزنزانة يبقى مكبلاً في اليدين والقدمين.
وعن وضعه الصحي قال أبو عكر أنه خسر منذ بداية الإضراب حوالي 8 كيلوغرام من وزنه، ويمتنع عن اخذ أدويته المعتادة وهي دواء الضغط و4 أنواع أخرى كان يأخذها قبل بدأ الإضراب، وبدأ يشعر بألم في قدميه نتيجة وجود بلاتين.
تؤكد مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان على دعمها وتضامنها مع المعتقلين الإداريين ومطالبهم المشروعة، ورفضها لسياسة الاعتقال الإداري التعسفية. وترى الضمير في مواصلة قوات الاحتلال سياسة الاعتقال الإداري بشكل مخالف لما نصت عليه اتفاقية جنيف الرابعة، واستخدامها على نطاق واسع وبشكل ممنهج ضرباً من ضروب التعذيب، ويعد انتهاكاً جسيماً بموجب المادة (147) من اتفاقية جنيف الرابعة 19 آب 1949. وترقى لاعتبارها جريمة ضد الإنسانية بموجب المادة (7) وجريمة حرب بموجب المادة (8) من ميثاق روما الأساسي.
وتطالب الضمير دولة الاحتلال بإطلاق سراح جميع المعتقلين الإداريين فوراً، ومنحهم حقوقهم وفقاً للقانون الدولي، وتدعو الضمير منظمات التضامن ومنظمات حقوق الإنسان والأفراد في جميع أنحاء العالم للانضمام لحملة وقف الاعتقال الإداري، وتؤكد على ضرورة الإسناد الشعبي للأسرى والمعتقلين في خطواتهم.
يشار إلى أن عدد المعتقلين الإداريين في سجون الاحتلال تجاوز 350 معتقلاً حتى نهاية أب 2015، وقد بدأ حوالي 50 معتقلاً إدارياً منهم منذ تموز 2015 في مقاطعة المحاكم العسكرية للاحتلال، تأكيداً على شكلية تلك المحاكم، وكونها تستند إلى مواد سرية لا يتمكن المعتقل ولا محاميه من الاطلاع عليها، وبصفتها أداة لشرعنة سياسات الاحتلال في الاعتقال التعسفي.