في إطار تنفيذ المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى، أفرجت سلطات الاحتلال يوم أمس السبت، 8 فبراير 2025، عن 183 أسيرًا فلسطينيًا، حيث شملت هذه الدفعة 18 أسيرًا محكومًا بالمؤبد، و54 أسيرًا من ذوي الأحكام العالية، و111 أسيرًا من قطاع غزة الذين تم اعتقالهم بعد 7 أكتوبر 2023. كما تم إبعاد 7 أسرى من المحكومين بالمؤبد إلى دولة مصر كمحطة أولى قبل أن يتم نقلهم إلى دول أخرى، وتأتي هذه الدفعة في إطار استمرار تنفيذ صفقة التبادل في ظل الظروف القاسية التي يعاني منها الأسرى في سجون الاحتلال.
تزامنًا مع هذه الدفعة، كشفت شهادات العديد من الأسرى المحررين عن الوضع المأساوي في السجون، حيث تحدث عدد منهم عن تعرضهم للضرب المبرح والإهانة حتى اللحظات الأخيرة قبل الإفراج عنهم، وقد تركت هذه المعاناة الطويلة آثارها الواضحة على وجوههم وأجسامهم المرهقة، حيث ظهرت تلك الآثار بشكل جلي في لحظة تحريرهم. هذا المشهد يعد تجسيدًا حيًا للمعاناة المستمرة التي يواجهها الأسرى في سجون الاحتلال على مدار سنوات اعتقالهم، ويعكس بشكل مؤلم حجم الانتهاكات التي مورست بحقهم منذ أول أيام حوب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، ما يسلط الضوء على الواقع المأساوي الذي يعانيه الفلسطينيون داخل السجون والمعسكرات.
في الوقت الذي خرج فيه الأسرى المحررون في أوضاع صحية مأساوية، تم نقل عدد منهم إلى المستشفيات فور الإفراج عنهم نتيجة لتدهور حالتهم الصحية داخل سجون الاحتلال. ومنذ بداية حرب الإبادة الجماعية، عمد الاحتلال إلى سياسة الإهمال الطبي المتعمد في كافة السجون والمعسكرات، ما أدى إلى تفشي الأمراض الجلدية، وأبرزها "سكابيوس" (الجرب)، دون أي تقديم للرعاية الطبية اللازمة. وقد انتشر المرض بشكل واسع بين الأسرى داخل السجون دون أي اهتمام صحي، ومنذ بداية حرب الإبادة الجماعية، ارتقى 56 أسيرًا داخل سجون الاحتلال نتيجة للإهمال الطبي والتعذيب والتنكيل، علمًا أن هناك عددًا آخر من معتقلي قطاع غزة الذين ارتقوا داخل المعسكرات، دون أن يتم الإفصاح عن أي تفاصيل تخصهم، في ظل سياسة الاحتلال الممنهجة للاختفاء القسري للأسرى.
ورغم الإفراج عن هؤلاء الأسرى، تظل معاناة الآلاف منهم مستمرة داخل سجون الاحتلال. فبينما يُفرج عن البعض، لا يزال العديد من الأسرى يعانون من ظروف قاسية، وتستمر الاعتقالات بحق الفلسطينيين بشكل يومي ومتزايد، ويؤكد هذا الواقع المستمر حجم الانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الأسرى يأتي في إطار الانتقام والعقاب الجماعي بحق الشعب الفلسطيني.