فارقتكم وكان ذلك التاريخ أخر حزني لان فيه أخر كلامي,وسرت مع سجاني لاستئصال كلامي,..فيما أنا على سريري انتظر مصيري المعلوم لدي ولم يكن يشعر بي من كان حولي..كنت كجريح يشكو جرحه لوحوش كاسرة وطيور جارحة .
أحمد مصطفى صالح حامد "النجار "
تاريخ الميلاد:
سلواد / رام الله ومولود في الولايات المتحدة ويحمل الجنسية الأمريكية
الحكم : 7 مؤيدات
الاعتقال : 20/12/2003
الحالة الاجتماعية : متزوج
المهنة : عامل بليط
العائلة
احمد النجار البالغ من العمر 33 عاما الذي يعيش مع زوجته وأمه في نفس البيت وينتظرون ابنتهم الأولى (إباء). ينتمي الى عائلة مناضلة وام تنقلت بين عدد من السجون في حياتها لكي تلتقي به . حيث ان زوجته كانت حامل في شهرها الرابع..
الاعتقال
كان الاعتقال الأول بتاريخ 10-3-1994 لمدة 3 شهور .أما الاعتقال الثاني لمدة 5 سنوات من تاريخ15-11-98 وحتى 13-3-2003 في سجن مجدوا والاعتقال الأخير كان في 20-12-2003. حيث تم اقتحام البيت ليلا بصورة وحشية واعتقاله وإطلاق القنابل الصوتية باتجاه البيت والعائلة وإرهابهم .
بينما هوا في مركز التحقيق في المسكوبية والعائلة بانتظار أي خبر يطمأنهم عليه.حضرت قوات كبيرة من الجيش بتاريخ 30-1-2004 إلى المنزل يحملون قرار بهدم المنزل وقد أمهلوا العائلة مدة نصف ساعة لإخلاء المنزل وبعد اقل من نصف ساعة تم هدم البيت . ودموع الوالدة والزوجة اختلطت بين الحصرة على البيت وهو ينهار أمامهم,وألم فقدان الزوج والابن المعتقل .
المرض
بدأت المشكلة عندما كان في سجن هداريم 2008 حيث كان عنده "بحة" في الصوت وكان يراجع إدارة السجن وطبيب السجن استمر بالمراجعة عامين تقريبا حتى شخصوا المرض وهم في كل مرة يعطوه حبوب للحلق إلى أن انتقل إلى الرملة وتقرر تصويره وهذا اخذ وقت طويل نتيجة التنقل بين السجان ضمن سياسة السجون.وفي النهاية تم التصوير واخذ عينة وفحصها وتبين ان المرض هو سرطان في الأوتار الصوتية .
بداية اخذ جلسات كيماوي ومن ثم ليزر ولم ينجح, وبعدها بعام اضطروا لاجراء عملية بعد تأخير طويل تارة بتنقل الملف من مستشفى إلى أخرى وتارة لانتظار دور في قائمة الأسرى المرضى .وتمت العملية باستئصال الأوتار والحنجرة والغدد. وفتح مجرى للتنفس من خلال الرقبة وتم وضع جهاز ولم ينجح وألان فقد القدرة على التكلم نهائيا. فيما بعد تم تسكير مجرى التنفس ويقوم بعملية الأكل عن طريق الفم وطعام خاص مكون من سوائل .
قال الأسير "حياتي صعبة جدا بهذا الشكل فانا بحاجة إلى أكل ومكان وعناية خاصة ,وما يخيفني هو إهمالي من قبل إدارة السجن والطبيب قد ابلغني انه تم إزالة الورم ولكن بسبب خطورة نوع السرطان يمكن ان يعود وينتشر فهوا ليس حميد لأنه عاد ثانيا.ولو تم تدارك الموضوع من البداية لما وصلنا لهذه المرحلة "
ما بعد العملية (كلماته)
بعد أن أفقت من العملية جاءني السجان ساخراً فقال لي: اليوم يوم ميلادك، ولم يكن يخطر ببالي فآلامي كانت تغلب عليّ، ثم قلت في نفسي: الحمد لله جعل اليوم الذي ولدت فيه لا أتكلم فيه كأنني مولود عدت فيه لا أتكلم، إلا أنني عندما ولدت كنت أبكي بصوت عال كلما احتجت حنين أمي، وأنا اليوم عنه أريد أن أهب الحنين لابنتي التي حرمت أباها بالأسر، أبكي وقلبي ودمعي دم وحرمان بمثابة سلب المشاعر، فبعد أن أصبحت عاجزاً عن الكلام كان اللقاء بها، لم أستطع إيصال عبراتي أو عباراتي، حتى كلمة " أحــــــبــك " التي اعتدت أن أستقبل بها طفلتي، وكلما وعدتها أصبحت عاجزاً عنها فلا أحاكيها وتبقى تلهو وبين يديها أيام الدموع، عيناها وسمات الحقد تكبر كلما كبرت "ويحك سجان أبي ما أظلمك"، أعبر لها بعيوني لكنها ما زالت تجيد لغة العيون حتى تدمع فأعانقها، ذاك هو اعتذاري لها فتدرك بأنه حان الوداع وابتسمت ابتسامة، أيقنت أن الزيارة موشكة أن تنتهي وبيدي تمسك زوجتي، أخرجت من أحزان قلبي أفراحهم، فكانت الأنس لقلبي حين حاولوا إسكاتي واستئصال فانوس الود بيننا دون أن يدركوا أن لغة العيون بيننا أبلغ من الكلام، وفي قلبي العاشق تسكن، فإن استأصلوه مات الاثنان...