اعتدت قوات خاصة من الشرطة الإسرائيلية على الأسرى في سجن النقب الصحراوي القسم 16، وذلك يوم الأربعاء 1.2.2017، حيث سمع الأسرى أصوات تكبير في كل أقسام السجن وبعدها بدقائق اقتحمت القوة السجن وكانت مكونة من 8 أشخاص لكل غرفة بالإضافة للسجانين ومعهم كلب، وأجبروا الأسرى على الجلوس على الأرض وكبلوا أيديهم للخلف، وبدأوا بضربهم بشكل مبرح على كل مناطق جسدهم، وخاصة منطقة الصدر والرأس حسب ما أوضح الأسرى لمحامية الضمير فرح بيادسة خلال زيارتها لهم يوم أمس الأربعاء.
وألقت قوات القمع قنابل غاز داخل القسم قبل الاقتحام، مما سبب حالات اختناق لدى الأسرى وتشويش بالرؤية وغثيان، واستمرت رائحة الغاز طوال فترة القمع مما فاقم الأوضاع الصحية للأسرى، وبعد الاعتداء عليهم في الغرف أخرجوهم للساحة الخارجية، وأوقعوهم بحيث أصبح وجههم على الأرض وأيديهم مقيدة للخلف، وقيدوا أرجلهم، وأبقوهم بهذه الوضعية حتى الساعة 3 صباحا، مع الاستمرار بضربهم وركلهم بأرجلهم وتوجيه الشتائم والإهانات لهم طوال هذه الفترة، وقال أحد الأسرى أن صدره كان عاريا كل هذه الساعات والطقس بارد جدا.
أدخلت القوات الأسرى إلى الحمامات عند الساعة الثالثة صباحا، وبدأوا بالتتفتيش الجسدي لهم، وخلال ذلك كانوا يضربونهم ضربا مبرحا وضربوا رؤوسهم بجدران الحمام. بعد ذلك أعادوهم للقسم وكانت الغرف خالية من أي أغراض حيث سحبوا كل أدوات الكهرباء والطعام، وكانت الغرف خالية إلا من فرشة وبطانيات رائحتها كريهة ومتسخة ولم يتمكنوا من النوم عليها، واستمر الوضع على ذلك لليوم الثاني فقاموا بإرجاع الأغراض ما عدا الكهربائيات.
فرضت إدارة السجون عدة عقوبات على الأسرى أهمها إغلاق القسم، ومنع الأسرى من الفورة، وحرمانهم من الزيارات والكانتينا، وسحب الكهربائيات، وكذلك منعوهم من غسل ملابسهم بالرغم من رائحة الغاز المنتشرة فيها بسبب قنابل الغاز.
يعاني الأسرى بعد هذا الاعتداء من مشاكل في التنفس وتشويش بالرؤيا، وأوجاع في مختلف أنحاء جسدهم وخصوصا الظهر نتيجة الضرب المبرح والشبح لمدة 8 ساعات متواصلة في الساحة الخارجية، ويشكو بعض الأسرى من كدمات وانتفاخ عند منطقة العين بسبب ضربهم على الوجه، وأوجاع بالصدر وعدم القدرة على التنفس.
يتعرض الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية إلى انتهاكات متكررة لحقوقهم التي نص عليها القانون الإنساني الدولي، والقانون الدولي لحقوق الإنسان، كما يتعرضون لتعذيب نفسي وجسدي بشكل ممنهج ومتواصل، ولأشكال متعددة من المعاملة غير الإنسانية والحاطّة بالكرامة، مما يشكل انتهاكا لما نصت عليه اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب، والاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب، كما يتعارض ذلك مع قواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا فيما يخص معاملة السجناء.
تستنكر مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان الصمت الدولي على الانتهاكات المستمرة لحقوق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين، ولا سيّما الحق في عدم التعرض للمعاملة المهينة وغير الإنسانية والحاطة بالكرامة والحق في عدم التعرض للتعذيب.
تدعو الضمير الأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية لاتخاذ خطوات جادة من خلال فرض عقوبات على حكومة الاحتلال الإسرائيلي، والضغط عليها لاحترام التزاماتها كقوة احتلال تجاه الفلسطينيين كما هو منصوص عليه بموجب الاتفاقيات الدولية.