لا تزال حملات الاعتقال التي تمارسها سلطات الاحتلال بحقّ الفلسطينيين مستمرّة رغم الظروف الصحيّة السيئة، ففي حين تفرجُ دول العالم عن معتقليهم بسبب الجائحة الصحية الحالية، تعمَد قوات الاحتلال الى استمرار اعتقال الفلسطينيين كعقابٍ جسديّ ونفسي لهم. ورصدت مؤسسة الضمير منذ بداية انتشار المرض ٤ أسرى أصيبوا داخل السجون، وأسيرين تم اكتشاف اصابتهم بعد الإفراج عنهم بمدّة قصيرة جداً. وأعلنت مصلحة السجون في تاريخ ٦/٨/٢٠٢٠ عن إصابة المعتقل محمود الغليظ بفايروس كورونا، بعد أن أثبتت الفحوصات إصابته، ونقله الى مركز الحجر الصحيّ التابع لإدارة مصلحة السجون.
اعُتُقِل الغليظ بتاريخ ٢٣/٧/٢٠٢٠ من منزله الكائن في مخيم الجلزون، وسط إطلاق كثيف لقنابل الغاز، واقتحام قوة من جيش الاحتلال للبيت وتفجير الأبواب وتخريب الممتلكات، ونُقل الغليظ الى مركز توقيف عسقلان، ومدّدت المحكمة العسكرية اعتقاله حتى ٣٠/٧، ثمّ مُدّد للمرة الثانية حتى ٦/٨ دون حضوره لجلسة المحكمة عبر الفيديو، بعدما أبلغت مصلحة السجون المحكمة بأن الغليظ مصاب بالفايروس ونقله الى عزل سجن ريمون، حيث يقضي هناك فترة الحجر المتمثلّة ب١٤ يوماً قبل أن يتم تحويله الى التحقيق.
وقدّم محامي مؤسسة الضمير استئنافاً ضد قرار المحكمة تمديد توقيف الغليظ، حيث أن المعتقل قاصر ولم يتم التحقيق معه. وعُقدت محكمة الاستئناف العسكرية يوم ١٠/٨/٢٠٢٠ إذ قرر القاضي رفض طلب الاستئناف وبقي التمديد على حاله حتى ١٣/٨/ ٢٠٢٠، أشار القاضي الى ضرورة البدء بالتحقيق مع المُعتقل عبر الفيديو قبل موعد الجلسة القادمة.
وأفادت عائلة الغليط لمؤسسة الضمير بأنه تعرّض ووالده للضرب لحظة الاعتقال، بالإضافة الى ترويع الأطفال الموجودين داخل البيت، وأفاد المعتقل لمحامي الضمير بأنه يعاني من التعذيب النفسي الذي يمّر به خلال فترة الحجر، إذ تفتقر غرفة العزل الى الاحتياجات الأساسية في مثل هذه الظروف، كما أنهم لا يسمحون له الخروج الى الفورة. ولم يحصل على ملابس جديدة أو ما تناسب حجمه، وأعلمت والدته المحامي بعد رؤيته في جلسة المحكمة عبر الفيديو أن ابنها يرتدي نفس الملابس التي خرج بها لحظة اعتقاله.
تطالب مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان كافّة الجهات الدَوليّة المعنيّة بالتدخل العاجل للضغط على سلطات الاحتلال للإفراج الفوري عن الطفل الغليظ وكافّة الأطفال المعتقلين في سجون الاحتلال.