رام الله: قالت مؤسسات الأسرى اليوم الجمعة 17 تشرين الثاني 2023، إنَّ إدارة سجون الاحتلال أقدمت مؤخراً على نقل الأسير وليد دَقَّة (62 عاماً) من باقة الغربية، والمصاب بسرطان نادر في النخاع العظمي، من "عيادة سجن الرملة" إلى سجن "جلبوع" في بيسان المحتلة، أحد أكثر السجون الذي ترد منه معطيات من خلال شهادات لأسرى أفرج عنهم مؤخراً، حول تنفيذ قوات القمع لعمليات تعذيب وتنكيل جماعية بحق الأسرى القابعين في سجون الاحتلال.
وفي ضوء هذه الخطوة، تؤكِّد مؤسسات الأسرى أن المخاطر والمخاوف على مصيره، تتضاعف وبشكل أكبر من أي وقت مضى، وذلك في ظل عرقلة إدارة السجون لزيارات المحامين، والتضييق على عمل الطواقم القانونية من مختلف المؤسسات المختصة، وعدم تمكِّن المؤسسات نتيجة لذلك من إمكانية متابعة ما آل إليه الوضع الصحي للأسير دَقَّة والمئات من الأسرى المرضى والجرحى، وكذلك مستوى تلقيه للعلاج اللازم، خاصة بعد رحلة طويلة استمرت لسنوات واجه خلالها دَقَّة جريمة "الإهمال الطبي" التي أوصلته إلى مرحلة صحية خطيرة تفاقمت بشكل أساسي خلال العام الجاري.
إن الأسير دَقَّة والمعتقل منذ 38 عاماً، والذي يعاني من بنية صحية ضعيفة للغاية، ويحتاج إلى طعام خاص، يواجه اليوم الجوع إلى جانب جملة من الإجراءات الانتقامية حاله حال الآلاف من الأسرى في سجون الاحتلال ومنهم المرضى. لقد قلصت إدارة السجون وجبات الطعام، والتي تحوَّلت فعلياً إلى لقيمات يومية سيئة كماً ونوعاً، والتي ستؤثر فعلياً على حياة الأسير دَقَّة بشكل مباشر وعلي حياة كافة المرضى في حال لم يتم توفير الغذاء اللازم والضروري لهم، وبما يتناسب مع أوضاعهم الصحية.
وفي هذا الإطار، تؤكِّد مؤسسات الأسرى، أن الأسير دَقَّة والمئات من الأسرى المرضى والجرحى، الذين واجهوا على مدار عقود جريمة القتل البطيء التي تمثلت بشكل أساسي في المماطلة في تقديم الحد الأدنى من العلاج اللازم لهم. يواجه الأسرى المرضى اليوم تضييقات مضاعفة على إمكانية تلقيهم العلاج اللازم لهم وبالحد الأدنى منه، عدا عن أن جزءاً من المرضى قد تعرضوا لعمليات تنكيل وتعذيب مؤخراً، وذلك في إطار جرائم الانتقام الجماعية التي تنفَّذ بحقِّهم منذ أكثر من أربعين يوماً، وبشكل غير مسبوق.
وإنه وفي ضوء كافة المعطيات التي ترد حول أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال، واستشهاد خمسة أسرى في غضون شهر، فإن احتمالية استشهاد أسرى آخرين في السجون تتضاعف مع استمرار عمليات التعذيب والتنكيل، واستمرار عزل الأسرى بشكل مضاعف وبكافة الأدوات المتاحة، وخاصة في ضوء عدم معرفة مصيرهم، أو حتى أماكن نقلهم، وفي ظل عمليات النقل الكثيفة التي تجري في مختلف السجون.
تطالب مؤسسات الأسرى مجددًا اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بمراجعة دورها بعد كل المطالبات التي وجهت لها على مدار أكثر من شهر، والتحرك الفوري لزيارة الأسير المريض وليد دَقَّة وكافة الأسرى المرضى في سجون الاحتلال، لضمان تلقيهم العلاج اللازم قبل أن تؤدي الجرائم الممارسة بحقهم إلى عواقب كارثية. كما وتوجِّه المؤسسات مطالبها لكل أحرار العالم الذين ساندوا الأسير دَقَّة خلال الفترة الماضية، وكافة الأسرى في السجون، ومن خرجوا في كافة الميادين أمام الإبادة التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا في غزة، بالاستمرار في إعلاء صوتنا حتى تحريرهم وتقرير المصير الفلسطيني.