معتقلو غزة في المعسكرات والسجون.. تجويع وإهمال طبي وظروف قاسية للغاية..
رام الله - الضمير، تستمر سلطات الاحتلال في احتجاز المئات من الفلسطينيين الذين اعتقلتهم من قطاع غزة منذ بداية العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني، حيث يُحتجز هؤلاء في معسكرات وسجون تفتقر لأدنى مقومات الحياة الإنسانية. ويتعرض المعتقلون تحديدًا في معسكرات سديه تيمان وعوفر والنقب لظروف قاسية للغاية تشمل التعذيب الممنهج، وسوء المعاملة، والإهمال الطبي المتعمد، في انتهاك صارخ لكافة المواثيق الدولية، حيث أدى كل ذلك لارتقاء العشرات من المعتقلين داخل هذه السجون والمعسكرات نتيجة لهذه السياسات الوحشية، بينما يبقى عدد الشهداء الحقيقي الذين ارتقوا في تلك المعسكرات والسجون مجهولاً حتى الآن، في ظل ممارسة الاحتلال سياسة الإخفاء القسري بحقهم منذ الأيام الأولى للعدوان.
ظروف قاسية في ظل البرد القارس في سجن النقب:
يعيش الأسرى في سجن النقب في أقسام الخيام المكشوفة، التي لا توفر أي حماية كافية من الظروف الجوية القاسية. رغم موجة البرد الشديد التي تضرب المنطقة منذ أسابيع، لم يتم تزويد الأسرى بملابس شتوية إلا قبل أسبوع واحد فقط، ما يعني أنهم أمضوا فترة طويلة في ملابس صيفية لا تناسب الظروف المناخية. كما يعاني الجميع من نقص حاد في الملابس والبطانيات، ما يجعلهم عرضةً للمرض والبرد الشديد.
انتشار الأمراض والإهمال الطبي:
انتشر مرض الجرب بشكل واسع بين الأسرى نتيجة للظروف القاسية التي يعيشها المعتقلين وانعدام أدوات النظافة الشخصية، وفي ظل غياب شبه كامل للرعاية الطبية اللازمة، حيث أن العلاج المقدم محدود للغاية وغير كافٍ للحد من انتشار المرض، و تعمدت سلطات الاحتلال تأخير تقديم العلاج الأمر الذي أدى إلى انتشار المرض بين الأسرى بشكل يصعب السيطرة عليه، إذ ظهرت بشكل بارز علامات وتقرحات على أجسادهم نتيجة لتفشي المرض، علمًا أن عدد من الشهداء الأسرى كانوا قد ارتقو نتيجة لمضاعفات الإصابة بفايروس الجرب الذي لا زال منتشرًا بينهم.
سوء التغذية وانعدام النظافة:
يعاني جميع الأسرى في سجون الاحتلال من سوء التغذية، لا سيما أسرى قطاع غزة في السجون والمعسكرات التي خصصتها سلطات الاحتلال لهم، حيث أكدوا تردي نوعية الطعام المقدم لهم والكميات غير الكافية، ما تسبب بنقص حاد في أوزانهم وأثر سلباً على صحتهم العامة، إذ أن بعض الأسرى فقدوا نصف أوزانهم خلال فترة اعتقالهم.
إلى جانب ذلك، يعانون من انعدام النظافة في الأقسام،حيث تُوزع عليهم علبة شامبو واحدة على 150 إلى 200 أسير، طوال العام الفائت، أُجبر الأسرى على الاستحمام بمياه باردة، ولم يُسمح باستخدام المياه الساخنة إلا منذ أسبوعين، بينما يضطر كل أسير لاستخدام كوب بلاستيكي واحد لكل احتياجاته اليومية.
الاعتداءات المتكررة:
يعاني الأسرى الفلسطينيون بشكل عام وأسرى قطاع غزة تحديدًا في جميع المعسكرات والسجون الإسرائيلية من اعتداءات متكررة وشديدة تُمارس ضدهم بشكل يومي، هذه الاعتداءات تشمل أساليب متنوعة من التعذيب الجسدي والنفسي، حيث تتمثل الاعتداءات الجسدية في الضرب المبرح، وتقييد الأسرى لفترات طويلة في أوضاع قاسية، فضلاً عن التعذيب النفسي الذي يتمثل في تهديد الأسرى، عزلهم عن أسرهم لفترات طويلة، وتعمد منعهم من الاتصال بالعالم الخارجي. هذه الممارسات تستهدف بشكل ممنهج تدمير صحة الأسرى النفسية والجسدية، وتُعَرِّض حياتهم لخطر شديد.