يصادف اليوم الخميس الموافق 21/3/2013، مناسبة عيد الأم، وبهذه المناسبة تحيي مؤسسة الضمير لرعاية الاسير وحقوق الإنسان الأسيرات الفلسطينيات المعتقلات في سجون الاحتلال، وخاصة الأسيرات أسماء البطران، ونوال السعدي، وانتصار الصياد، اللواتي لم يتمكن من التمتع بالأمومة ورعاية أطفالهن بسبب الاعتقال.
يقبع حالياً 12 أسيرة في سجون الاحتلال ويحتجزن في سجن هشارون، في ظل ظروف معيشية صعبة للغاية، حيث يعشن في زنازين مزدحمة، ولا يحصلن على الاحتياجات البشرية الأساسية مثل الغذاء والملابس، ومعدات النظافة والبطانيات. علاوة على ذلك، تتعرض الأسيرات لظروف تحقيق قاسية بما في ذلك الضرب والشتائم والتهديد والتحرش الجنسي والاهانة من قبل المحققين الإسرائيليين، وفي كثير من الأحيان تخضع الأسيرات للتفتيش الجسدي المهين أثناء الذهاب إلى جلسات المحكمة، وأحياناً يتم ذلك في منتصف الليل كإجراء عقابي.
وثقت مؤسسة الضمير على الأقل أربع حالات لأسيرات وضعن أولادهن داخل سجون الاحتلال بين عامي 2003 و2008. وتؤكد أن الأسيرات الحوامل لا يمنحن الوجبات الغذائية الخاصة، ويتم تقييد أيديهن أثناء المخاض وأثناء نقلهن إلى المستشفى للولادة، ويتم تكبيلهن بعد الولادة أيضا.
بموجب القانون الإسرائيلي، يحق للأسيرة أن تطالب بأن يعيش طفلها معها في السجن حتى يبلغ عمره سنتان، ومع ذلك، لا يعطى للأسيرة وطفلها مساحة إضافية للمعيشة ولا يتم تحسين ظروفها المعيشية.
تمنع الأسيرات الفلسطينيات في معظم الأحيان من الزيارات العائلية بما في ذلك زيارة أطفالهن، مما يحد من مشاركة الأم الأسيرة في تربية أطفالها، وتحرم من رؤيتهم يكبرون أمام عينيها.
في عيد الأم 4 أسيرات في سجون الاحتلال وهن منفصلات عن عائلاتهن:
- سلوى حسان، من الخليل: اكبر أسيرة عمراً موجودة في سجون الاحتلال حيث يبلغ عمرها 55 عام . سلوى أم لستة أطفال وجميعهم محرومين من زيارة السجن حيث من تاريخ اعتقالها لم يزوروها سوى مرتين فقط. بالإضافة إلى ذلك تم اعتقال ابناها منذر وإبراهيم من قبل قوات الاحتلال عدة مرات.
تقول الابنة الصغرى (رولا) عن غياب أمها:
"بعد 516 يوم من اعتقالها التقيت بأمي 45 دقيقة من وراء عازل زجاجي. عندما رأيت أمي من خلف الزجاج بعد عام ونصف من اعتقالها انهرت من البكاء عندما رايتها كنت أتمنى ان احضنها واقبلها ولكن أفقت سريعا من الصدمة وحاولت ان أتحدث معها واستغل الوقت المسموح للزيارة، رغم اشتياقي وولهي عليها وخوفي على صحتها، وجدتها تقول لي سوف أتحرر قريبا في رزنامتي بقي فقط 90 يوم، اليوم كنت أتمنى وجودها بيننا لنحتفل بيومها. أرى الناس من حولي يحملون الهدايا والورود وأنا احمل الشوق لامي الأسيرة في سجون احتلال ظالم".
- نوال السعدي، من جنين، يبلغ عمرها 53 عاماً، معتقلة منذ تشرين الثاني 2012. لها ستة ابناء وخمسة بنات. لها ابنان شهيدان هما: عبد الكريم وابراهيم، اللذان استشهدا في المواجهات مع قوات الاحتلال في جنين. عائلة نوال محرومة من الزيارة، حيث لم تتم زيارتها منذ تاريخ اعتقالها سوى مرة واحدة فقط.
- أسماء البطران، من الخليل، يبلغ عمرها 24 عاماً. معتقلة منذ تاريخ 27 آب 2012، وتم الحكم عليها بعشرة أشهر عقوبة لمشاركتها في الفعاليات السياسية في الجامعة. هي أم لستة أطفال، وكانت طالبة في جامعة الخليل وقت اعتقالها.
- انتصار الصياد، من القدس، وتبلغ من العمر 38 عاماً، هي معتقلة من تاريخ 22 تشرين الثاني 2012. حكم عليها بالسجن سنتان ونصف. وهي آم لأربعة أطفال.
تدين مؤسسة الضمير الاعتقال المستمر للأمهات الفلسطينيات تحت هذه الظروف القاسية، وتدعو المجتمع الدولي إلى لفت النظر لقضية الأسيرات وإلى إطلاق حملة ضغط متعلقة بقضية الأسيرات تستهدف الممثليات والحكومات.
وتطالب مؤسسة الضمير المؤسسات الحقوقية الدولية الخروج عن صمتها إزاء ما تتعرض له الأسيرات في سجون الاحتلال من انتهاكات.