أطلقت مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، يوم الخميس 8/7/2021، فعاليات "زنزانة 26"، تخلّلها معرض صور لوضعيات التعذيب التي تعرّض لها الأسرى والمعتقلون في سجون الاحتلال، ومعرض تفاعلي لمسرح بسطة، إضافةً الى إطلاق دراسة المؤسسة بعنوان "زنزانة 26" حول تعذيب الأسرى في سجون الاحتلال، في مركز خليل السكاكيني.

ووضّحت المحامية في مؤسسة الضمير تالا ناصر أنّ دراسة التعذيب جاءت نتيجة جهد سنتين متواصلتين من جمع الشهادات وتقصّي الأحداث، بعد الهجمة الشرسة والتعذيب الذي تعرضّ له المعتقلون الفلسطينيون. وقالت عن اسم الدراسة والفعاليات إنّها استوحيت من رقم زنزانة 26في مركز تحقيق المسكوبيّة، التي شهد فيها المعتقلون الفلسطينيون، وخاصّة منذ عام 2019، أساليب وممارسات تعذيب مختلفة ووحشية استُخِدمت بحقّهم، وتم توثيقها في الدراسة المذكورة.

وبدورها، شرحت الباحثة القانونيّة في وحدة التوثيق والدراسات في مؤسسة الضمير لانا خضر الآليّة التي تمّ بها جمع المعلومات والشهادات، مشيرةً الى أنّ ذلك ساعد في الوصول الى عدّة نقاط منها أن معظم المعتقلين الذين شهدوا أساليب التعذيب خلال تلك الفترة مُنعوا من لقاء محاميهم في الفترات الأولى من التحقيق، وكان للمحاكم العسكرية للاحتلال دورٌ في التغطية على جرائم التعذيب من خلال تمديد توقيف المعتقلين لغايات التحقيق في كثير من الأحيان رغم وجود علامات على أجسادهم تبرز تعرضّهم للتعذيب.

إضافةً الى ذلك، توضّح خضر أن للمنظومة الطبيّة دور تكاملي مع النظام القضائي في التغطية على جرائم التعذيب التي تقوم بها دولة الاحتلال، حيث يقوم الأطباء في معظم الأحيان بإعطاء تصريح بأهليّة المعتقل للتحقيق معه متجاهلين علامات التعذيب على المعتقلين، إذ يشكلّ ذلك انتهاكاً للمسؤولية الطبيّة والأخلاقيّة الواقعة عليهم. وقام المحامون في المؤسسة بتوثيق هذه العلامات بعد أسابيع من حدوثها وذلك أثناء زيارات الأسرى.

واعتبرت خضر هذه الدراسة نوعيّة بطبعها، حيث تعّدت التحليل القانونيّ ضمن إطار القانون الدولي الذي تنتهجه مؤسسات حقوق الإنسان، وربطت بين أساليب وممارسات التعذيب التي يستخدمها الاحتلال بحقّ المعتقلين الفلسطينيين والممارسات التي انتهجتها السلطات الفرنسية والبريطانيّة بحقّ المواطنين التونسيين والجزائريين والكينين والهنود، وبيّنت أنّ هناك أوجه تشابه بين الممارسات، حيث أن الأساليب التي استخدمتها السلطات الفرنسيّة من الضرب المبرح والتهديد باعتقال أفراد العائلة وغيرها، تنتهجها سلطات الاحتلال تجاه المعتقلين الفلسطينيين.

 وتشير الدراسة الى استخدام دولة الاحتلال للتعذيب، كوسيلةٍ لقمع الفلسطينيين، والسيطرة عليهم وإخضاعهم وكسر إرادتهم، من خلال استخدام أساليب وممارسات بحقّهم كالضرب العنيف والشبح بوضعيات مؤلمة مختلفة ولساعات طويلة، الحرمان من النوم، الإجبار على سماع أو رؤية آخرين يتعرضّون للتعذيب، الهزّ العنيف وحرمان المعتقل من الحاجات الأساسيّة كاستخدام الحمام وغيرها.

المعرض